أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، عن تحفظه إزاء مشروع قانون جديد يهدف إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات. تصريح ترامب، الذي جاء عقب وصوله إلى قاعدة أندروز المشتركة، عكس ترددًا في تحديد موقفه، إذ قال: “لا أعرف، ينبغي أن أراه، سألقي نظرة عليه”، وذلك في إشارة إلى مشروع القانون الذي طرحه السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام.
الموقف المائع لترامب يأتي في وقت حساس، حيث يسعى مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى تصعيد الضغوط الاقتصادية على الكرملين لدفعه نحو إنهاء الحرب. هذا الضغط السياسي تجلى في زيارة وفد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى كييف، الجمعة، حيث التقى الوفد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محاولة لتعزيز الدعم الأمريكي لأوكرانيا على المستويين العسكري والسياسي.
السيناتور غراهام، المعروف بمواقفه الصقورية تجاه موسكو، أوضح أن الزيارة تأتي ضمن جهود لتأكيد التزام واشنطن بدعم كييف، مشيرًا إلى أنه ناقش مع ترامب مسألة العقوبات قبيل زيارته. وأضاف: “الرئيس يتوقع إجراءً ملموسًا من موسكو”، لكنه أبدى في المقابل شكوكًا قوية حيال جدوى أي جولات جديدة من محادثات السلام في إسطنبول، واصفًا تلك المبادرات بـ”المسرحية الروسية”.
رسالة غراهام كانت واضحة: الكرملين يسعى لشراء الوقت من خلال مفاوضات لا جدوى منها، لكن “اللعبة التي يلعبها بوتين على وشك أن تتغير”، على حد تعبيره، متوعدًا بـ”ضربة قوية” من الولايات المتحدة عبر حزمة عقوبات جديدة قيد الإعداد.
هذا التباين بين حماسة الكونغرس وتريث البيت الأبيض يعكس الانقسام داخل المؤسسة السياسية الأمريكية بشأن كيفية التعامل مع روسيا في المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل الحملة الانتخابية الأمريكية المرتقبة، التي تضع ترامب في موقف حساس بين خطابه الحازم تجاه موسكو وحساباته السياسية المعقدة داخليًا.
وبينما يواصل بوتين المراوغة السياسية في المحادثات، يبدو أن واشنطن تقترب من مفترق طرق حاسم: إما التصعيد الاقتصادي لدفع موسكو نحو التنازل، أو القبول بجمود طويل الأمد قد يبدد فرص أي تسوية حقيقية في المستقبل القريب.