أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمسكه ببقاء قوات الحرس الوطني في مدينة لوس أنجليس إلى حين ما وصفه بـ”زوال الخطر”، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة على خلفية حملة أمنية مشددة ضد المهاجرين. ولمّح ترمب إلى إمكانية اللجوء إلى قانون التمرد، قائلاً إن القرار بشأن ذلك “قيد الدراسة”، وفقاً لتطورات الوضع الميداني.
وفي موقف تصعيدي جديد، حذّر ترمب من تنظيم أي احتجاجات خلال العرض العسكري المرتقب في العاصمة واشنطن، مطلع الأسبوع المقبل، بمناسبة الذكرى 250 لتأسيس الجيش الأميركي. وقال من المكتب البيضاوي: “من يريد الاحتجاج سنواجهه بقوة كبيرة للغاية… لم أسمع حتى عن أي احتجاج، لكن كما تعلمون، هؤلاء أناس يكرهون بلدنا، وسيُواجهون بقوة كبيرة”.
تعزيزات عسكرية وسط اعتراضات محلية
وصل مئات من جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى لوس أنجليس مساء أمس، ومن المنتظر أن تنضم إليهم دفعات إضافية خلال الساعات المقبلة، بموجب أوامر رئاسية مباشرة من ترمب. كما تم نشر نحو 4 آلاف عنصر من الحرس الوطني في المدينة، رغم معارضة واضحة من حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، ورئيسة بلدية لوس أنجليس، كارين باس، اللذين اعتبرا الخطوة تصعيداً غير مبرر.
وبرّر ترمب تدخله العسكري بأن المدينة كانت على شفا “الاحتراق الكامل”، في ظل ما وصفه بـ”احتلال عنيف” من قبل المتظاهرين. وكتب عبر منصته “تروث سوشال”: “في حال لم أرسل القوات إلى لوس أنجليس في الليالي الثلاث الماضية، لكانت هذه المدينة الجميلة والعظيمة تحترق الآن بالكامل”. وشبّه الرئيس الأميركي الاحتجاجات بحرائق الغابات المدمّرة التي ضربت الولاية قبل أشهر.
احتجاجات متواصلة واعتقالات بالجملة
في المقابل، أفادت رئيسة بلدية لوس أنجليس بأن الاحتجاجات، التي اندلعت بعد مداهمات طالت مهاجرين غير نظاميين، كانت “سلمية إلى حد كبير” يوم الإثنين. لكنها أشارت في حديث إلى قناة تلفزيونية محلية إلى أن نحو 100 شخص تم اعتقالهم، فيما اتّهمت مجموعات صغيرة من المحتجين بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة، وإضرام النار في عدد من السيارات.
وأكد مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” أن نصف عدد جنود المارينز الذين أمر ترمب بنشرهم – أي نحو 350 من أصل 700 – قد وصلوا بالفعل إلى المدينة، على أن تلتحق بهم القوات المتبقية خلال اليوم. ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأميركية بشأن العملية.
انقسام في وجهات النظر حول التوصيف والجدوى
وصف ترمب الاحتجاجات بأنها “احتلال عنيف”، غير أن المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم الحاكم نيوسوم، رفضوا هذا التوصيف بشدة، معتبرين أن الخطاب الفيدرالي يؤجج التوترات بدلاً من تهدئتها. وقال نيوسوم إن نشر الحرس الوطني أدى إلى “تعقيد مهمة قوات إنفاذ القانون المحلية، لا إلى تسهيلها”، مضيفاً أن المدينة كانت قادرة على التعامل مع الوضع دون تدخل عسكري خارجي.
وفي ظل هذا التصعيد الميداني والانقسام السياسي، تبقى لوس أنجليس في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور، في وقت يزداد فيه التوتر بين السلطة الفيدرالية والسلطات المحلية، على خلفية سياسات الهجرة وتدخل الجيش في الشؤون المدنية.