بعد مرور أكثر من مئة يوم على توليه منصبه، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديات كبيرة في جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا. فبعد أن كان واثقاً من قدرته على تحقيق السلام خلال 24 ساعة، بدأت “خيبات الأمل” تتراكم، وتلوح في الأفق احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من جهود الوساطة.
وعبّر ترامب عن “خيبة أمله” لاستمرار روسيا في مهاجمة أوكرانيا، وذلك خلال تصريحات للصحفيين في نيوجيرسي. وأشار إلى أن اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان كان “جيداً”، معتبراً أن زيلينسكي “يفهم الصورة” ويرغب في إبرام اتفاق.
روبيو يلوح بانسحاب أمريكي من جهود السلام
في المقابل، لوّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو باحتمالية انسحاب الولايات المتحدة من جهود الوساطة، إذا لم تحقق روسيا وأوكرانيا تقدماً ملموساً. وأكد روبيو أنه “لا يمكننا الاستمرار في تخصيص الوقت والموارد لهذا الجهد إذا لم يُكتب له النجاح”.
والتقى ترامب وزيلينسكي في كاتدرائية الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس، في محاولة لإحياء الجهود المتعثرة لإنهاء الحرب. وكان هذا اللقاء الأول بين الزعيمين منذ لقاء سابق انتهى بخلاف شديد بينهما في البيت الأبيض.
على الجانب الآخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسيا ستواصل استهداف “المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني”، نافياً استهداف المدنيين.
رفض أوروبي للمقترحات الأمريكية
رفض مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون بعض المقترحات الأمريكية بشأن كيفية إنهاء الحرب، معتبرين أنها تتضمن تنازلات كبيرة لأوكرانيا. وتضمنت المقترحات الأمريكية اعترافاً بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وهو ما رفضه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس.
أعرب تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن قلقه من أن ترامب “سيستسلم لبوتين”، معتبراً أن “التخلي عن أوكرانيا سيكون مأساة أخلاقية”.
وتواجه جهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحديات كبيرة، تتمثل في الخلافات العميقة بين روسيا وأوكرانيا، والرفض الأوروبي للمقترحات الأمريكية. وتلوح في الأفق احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من جهود الوساطة، مما يثير مخاوف من تصعيد الصراع.