في تطور مفاجئ أشعل الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توصُّل إسرائيل وإيران إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بشكل كامل وشامل، منهياً أسابيع من التصعيد العسكري الذي هدد أمن المنطقة والعالم.
ترامب: “الجهود الدبلوماسية أثمرت أخيراً”
في تصريح له خلال مؤتمر صحفي عقده بولاية فلوريدا، كشف “ترامب” أن المحادثات السرية التي جرت بين الطرفين تحت رعاية أميركية وأوروبية نجحت في تخفيف حدة التوتر، مؤكداً أن الطرفين أظهرا رغبة جدّية في إنهاء المواجهات.
وفقاً لمصادر دبلوماسية، يشمل الاتفاق سحب كافة القوات من المناطق المتنازع عليها، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ الهدنة ومراقبتها، إضافة إلى بدء حوار أمني موسّع لبحث القضايا الخلافية العالقة.
ترحيب دولي ومطالبات بدعم التسوية
وسارعت الأمم المتحدة إلى الترحيب بالاتفاق، معتبرة إياه “خطوة إيجابية طال انتظارها”، كما دعت الولايات المتحدة والدول الكبرى إلى دعم الأطراف لضمان صمود وقف النار على المدى البعيد.
مخاوف داخلية وتحديات التنفيذ
ورغم أجواء التفاؤل، أشار مراقبون إلى تحديات عدة أمام تطبيق الاتفاق على الأرض، خاصة في ظل معارضة بعض الأطراف المتشددة داخل الجانبين الإسرائيلي والإيراني، ما يزيد من أهمية الرقابة الدولية للمرحلة المقبلة.
الطريق إلى الاستقرار الإقليمي
وفي حال صمود الاتفاق، فمن المتوقع أن يكون له تأثير كبير على أمن منطقة الشرق الأوسط، ويمهّد الطريق لإطلاق مبادرات أوسع تشمل نزع فتيل النزاعات الأخرى، وبناء أسس جديدة للسلام والتعاون الإقليمي.
ومنذ اندلاع المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران مطلع يونيو 2025، دخلت المنطقة مرحلة من التصعيد العسكري غير المسبوق. بدأت شرارة النزاع عقب قصف إسرائيلي لمنشآت نووية إيرانية استراتيجية، ما أشعل فتيل صراع دام أكثر من ثلاثة أسابيع وشمل ضربات صاروخية وهجمات جوية متبادلة على مدار الساعة.
وتركّزت الهجمات على مواقع عسكرية ومراكز حيوية، وأدّت إلى إعلان حالة الطوارئ في عدة مدن على جانبي النزاع.
وخلال هذه المدة، تكبّد الطرفان خسائر كبيرة، إذ أظهرت تقديرات أولية مقتل أكثر من 2,500 شخص من المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق طال منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية، كما سجلت وكالات الإغاثة نزوح عشرات الآلاف من السكان من المناطق الحدودية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وبيئية محتملة بسبب استهداف خزانات النفط ومرافق المياه.
ويرى خبراء عسكريون أن طبيعة المواجهة المفتوحة بين الطرفين تمثل سابقة تاريخية خطيرة تهدد بانفجار أوسع يشمل دول الجوار، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية عاجلة.
وأكد محللون أن استمرار القتال يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، مؤثرًا على أسواق الطاقة والتجارة الدولية، ما يدعو إلى تدخل دبلوماسي مكثف لمنع انزلاق المنطقة إلى أتون صراع أشمل وأطول أمدًا.
وتزامن التصعيد العسكري مع انهيار جهود الوساطة التي بذلتها عدة أطراف دولية وإقليمية لاحتواء الأزمة منذ الأيام الأولى للقتال، فقد باءت مبادرات التهدئة التي أطلقتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالفشل بسبب إصرار الطرفين على فرض شروط صارمة لوقف إطلاق النار، ما أتاح استمرار المواجهات وعمّق حالة انعدام الثقة بين الجانبين.
الحرب على الأمن الإقليمي
من جانب آخر، أشار مراقبون إلى تأثير الحرب على الأمن الإقليمي والعالمي، إذ شهدت أسعار النفط ارتفاعًا قياسيًا بسبب المخاوف من تعطل إمدادات الطاقة من منطقة الخليج.
كما زادت حدة التوتر على الحدود اللبنانية والسورية، الأمر الذي استدعى تعزيز الانتشار العسكري من قبل قوى دولية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويرفع من احتمالات تمدد النزاع إلى جبهات أخرى.