قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، إن إسرائيل قد تشنّ ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه أشار إلى أن طهران قادرة على تفادي هذا السيناريو في حال قدّمت المزيد من التنازلات خلال المحادثات النووية الجارية مع واشنطن.
ترمب أكد أن الهجوم الإسرائيلي ليس وشيكًا بالضرورة، لكنه “أمر قابل للحدوث”، ما يُبرز ارتفاع حدة التوترات في المنطقة، خصوصًا مع اقتراب انعقاد الجولة السادسة من المحادثات النووية في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد المقبل.
مخاوف من “نزاع هائل” في الشرق الأوسط
رغم نبرته التحذيرية، عاد الرئيس الأميركي ليقلل من احتمالية الضربة، مشيرًا إلى أنه “لا يجب على إسرائيل أن تشن هجومًا في ظل اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي”، لكنه لم يُخف قلقه من احتمال اندلاع “نزاع هائل” في المنطقة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
هذه التصريحات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث يراقب المجتمع الدولي مسار المحادثات النووية وسط تصاعد لهجة التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والقلق المتنامي من تحوّل الحرب الكلامية إلى مواجهة فعلية.
إيران: التعبئة الكاملة والرد سيكون “سريعًا وغير متوقع”
على الجانب الإيراني، نقل تلفزيون “بيرس تي في” عن مسؤول أمني كبير أن البلاد في حالة “تعبئة عسكرية قصوى”، مشددًا على أن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي سيقابَل برد فعل “سريع وغير متوقع”.
هذا التصعيد يأتي بالتزامن مع معلومات تداولها الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، الذي قال نقلاً عن مسؤولين أميركيين إن مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، ألغى زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل الأحد، دون توضيح الأسباب، ما أثار تكهنات حول التحضيرات الطارئة أو إعادة التقييم الأميركي للتطورات الأخيرة.
تباين المواقف الأوروبية: دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
فيما تسود أجواء الترقب في الشرق الأوسط، خرج وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بتصريح يخفف من حدة القلق، قائلاً إن بلاده “لا تملك أي مؤشرات على نية إسرائيل شن هجوم على إيران في المستقبل القريب”، وإن كل ما يُعرف حتى الآن “يرتكز على مؤشرات أميركية دون تأكيد فعلي”.
أما ألمانيا، فاختارت توجيه رسالة أكثر صرامة إلى إيران، داعية إياها إلى التخلي بشكل “موثوق” عن أي مشروع يهدف إلى تطوير سلاح نووي، خصوصًا بعد إعلان طهران نيتها بناء منشأة نووية جديدة وزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم، في خطوة فُهمت كرد على قرار إدانة صادر من “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من روما: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تسعى إيران إلى حيازة السلاح النووي”، مؤكدًا أن بلاده، كما شركاؤها الأوروبيون، لا تزال ترى في المسار الدبلوماسي الخيار الأمثل لتجنيب المنطقة انفجارًا محتملاً.