أعلنت الإمارات، صباح اليوم الثلاثاء، تنفيذ عملية إخلاء ناجحة لطاقم ناقلة النفط “ADALYNN” بعد تعرضها لتصادم مع سفينة أخرى في بحر عُمان. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن حرس السواحل التابع للحرس الوطني تمكن من إنقاذ 24 شخصاً كانوا على متن الناقلة، وتم نقلهم بسلام إلى ميناء خورفكان.
الموقع الحرج للحادثة
وقع التصادم على بعد 24 ميلاً بحرياً من سواحل الدولة، في موقع يُعد من أكثر الممرات الملاحية ازدحاماً وأهميةً على مستوى العالم، وهو بحر عُمان المتصل مباشرة بمضيق هرمز. هذا المضيق الاستراتيجي يعد شريان الطاقة العالمي، إذ تمر عبره يومياً كميات هائلة من النفط الخام والمنتجات البترولية.
مضيق هرمز.. شريان تحت الضغط
وبحسب بيانات شركة “فورتيكسا” لمعلومات الملاحة، يتدفق ما بين 17.8 إلى 20.8 مليون برميل يومياً من النفط عبر مضيق هرمز منذ عام 2022 حتى الشهر الماضي. الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف من تأثير أي توتر أو اضطراب في هذا المعبر على إمدادات الطاقة العالمية.ح
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تُعلن الجهات المختصة عن تفاصيل أوسع حول أسباب التصادم أو هوية السفينة الأخرى، لكن من المتوقع فتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في هذا الممر البحري الحيوي.
الحادثة، رغم السيطرة عليها بسرعة وكفاءة من قبل السلطات الإماراتية، تسلط الضوء من جديد على هشاشة الأمن البحري في منطقة تشهد كثافة مرورية عالية واهتماماً جيوسياسياً متزايداً، مما يستدعي يقظة دائمة وتعاوناً دولياً لضمان سلامة الملاحة البحرية.
استجابة فورية وتقنيات متقدمة
أشاد متابعون بالشبكة البحرية في الإمارات بسرعة الاستجابة ونجاعة خطة الطوارئ البحرية التي نُفذت فور تلقي البلاغ. وأكد مصدر في جهاز البحث والإنقاذ أن استخدام تقنيات الملاحة المتقدمة والطائرات بدون طيار ساهم في تحديد موقع الناقلة بدقة وتسهيل عملية الإخلاء في وقت قياسي، رغم صعوبة الأحوال البحرية.
تشير بيانات الشحن إلى أن ناقلة النفط المتضررة “ADALYNN” ترفع علم دولة أجنبية وكانت محمّلة بشحنة نفط خام في طريقها إلى أحد موانئ آسيا. ولم ترد تقارير فورية عن تسرب نفطي أو تلوث بيئي في منطقة التصادم، فيما تم إخضاع السفينة لفحص فني شامل بعد رسوها في خورفكان لتقييم حجم الأضرار.
قلق الأسواق العالمية
الحادثة أثارت حالة من القلق في أسواق النفط العالمية، خصوصاً أنها تأتي في وقت حساس يشهد فيه مضيق هرمز حالة من التوترات الأمنية. وارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال جلسة الثلاثاء، وسط مخاوف من احتمال تعطل حركة الإمدادات أو فرض قيود مؤقتة على الملاحة في بحر عُمان.
دعوات لتعزيز الرقابة البحرية
في سياق متصل، دعا خبراء في الشؤون البحرية إلى تعزيز نظم الرقابة والسلامة في بحر عُمان، لا سيما في مناطق تقاطع خطوط الشحن الرئيسية. كما طالبوا بتوسيع التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات بين الدول المطلة على الخليج وبحر العرب لضمان حركة ملاحية آمنة، وحماية المنشآت الحيوية من المخاطر غير المتوقعة.