شهدت مدينة طرابلس الليبية، خلال الساعات الأخيرة، حالة من الهدوء بعد اشتباكات أودت بحياة عسكريين منهم ضابط كبير.
اشتباكات عنيفة
جاء ذلك عقب اشتباكات دامت عدة ساعات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين كتائب مسلحة محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية، وجهاز الدعم والاستقرار، بسبب خلافات على إدارة بعض مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس.
تعاني ليبيا من مشاكل أمنية في ظل انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، حيث تتصارع حكومتان على السلطة؛ الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، وتدير غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب، ومقرها في مدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب.
جهود الانتخابات
وعلى مدار سنوات، تعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة لحكومة واحدة وإنهاء نزاع مسلح يعاني منه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، السيطرة على كامل منطقة أبو سليم جنوب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات دامية قتل فيها رئيس جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي “غنيوة”.
العملية “انتهت بنجاح”
وذكرت وزارة الدفاع في بيان لها، أن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح بعد السيطرة على منطقة أبو سليم التي تضم المقر الرئيسي وأغلب مقار جهاز الدعم والاستقرار، مؤكدة أن قواتها تواصل العمل لضمان استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة، لذلك يسود الهدوء العاصمة الآن مع سماع أصوات إطلاق النار بشكل متقطع.
وتعليقا على الأحداث، أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بجهود الجيش والشرطة في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة بالعاصمة.
سيطرة على الأوضاع
فيما أعلنت وزارة الداخلية، أن الأوضاع في اتجاه السيطرة، وأن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف.
بينما أكدت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا انقطاع شبكة الكهرباء عن مناطق حيوية داخل العاصمة طرابلس جراء الاشتباكات.
قلق الأمم المتحدة
وعلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على الأحداث، وأعربت عن قلقها إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية.
ودعت جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب، مؤكدة دعمها الكامل جهود الأعيان والقيادات المجتمعية لتهدئة الوضع.