تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان مع تصاعد الهجمات العسكرية وتفشي الكوليرا، في وقتٍ تشهد فيه البلاد حربًا مستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
هجوم دامٍ على المستشفيات في الأبيض
قُتل ستة مدنيين وأصيب 12 آخرون، يوم الجمعة، جراء قصف شنّته قوات الدعم السريع على مستشفى الضمان بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، بحسب مصادر عسكرية. كما تعرض مستشفى ثانٍ وأحياء سكنية للقصف المدفعي، مما أدى إلى خروج المنشآت الطبية عن الخدمة.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أعرب عن “هلعه” من الهجوم، مشددًا على ضرورة وقف استهداف المرافق الصحية، داعيًا لحماية البنى التحتية الطبية والعاملين فيها.
الجيش يستعيد مواقع في شمال كردفان
في تطور ميداني، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على منطقة “أم صميمة” غرب مدينة الأبيض، والتي كانت قد أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها في وقت سابق. الأبيض تكتسب أهمية إستراتيجية باعتبارها نقطة وصل رئيسية بين الخرطوم وإقليم دارفور.
في إقليم دارفور، تتعرض مدينة الفاشر منذ فجر الجمعة لقصف متواصل من قوات الدعم السريع، حسب تصريحات العقيد أحمد حسين مصطفى، الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، التي تقاتل إلى جانب الجيش. المدينة تُعد آخر معقل رئيسي للجيش في الإقليم.
الكوليرا تضرب العاصمة.. والأطباء يواجهون العجز
في العاصمة الخرطوم، يكافح الأطباء لاحتواء تفشي وباء الكوليرا الذي تسبب في عشرات الوفيات خلال الأسبوع الجاري. مستشفيات العاصمة تعاني من نقص في الإمدادات وسط تفاقم الوضع الإنساني. وقال الطبيب حمد عادل من منظمة “أطباء بلا حدود” إن الفرق الطبية “تستخدم كل الوسائل الممكنة” لمواجهة التفشي وعلاج المصابين.
حرب ممتدة بلا أفق للحل
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يعيش السودان على وقع صراع دموي أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة وتردي الخدمات الأساسية، وسط تحذيرات متواصلة من كارثة إنسانية وشيكة.