لا تدع مظهرك النحيل يخدعك! حتى لو كنت تتمتع بوزن مثالي، فإن إهمال تمارين تقوية العضلات بعد سن الثلاثين قد يعرض قلبك لخطر الإصابة بأمراض قاتلة. هذا ما أكده الطبيب الأمريكي المتخصص في التخدير، “مايرو فيغورا”، محذرًا من التداعيات الخطيرة لعدم الاهتمام ببناء العضلات على صحة القلب ومستويات السكر في الدم.
وفي مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم وحقق أكثر من 250 ألف مشاهدة على “إنستغرام”، أوضح الدكتور فيغورا أن الجسم يبدأ تدريجيًا في فقدان الكتلة العضلية بعد تجاوز سن الثلاثين. هذا الفقدان يؤدي إلى ضعف استجابة الجسم لهرمون الأنسولين الحيوي، المسؤول عن تحويل السكر في الدم إلى طاقة ضرورية لوظائف الجسم المختلفة.
مقدمات السكري.. إنذار مبكر يهدد القلب:
يشرح الدكتور فيغورا أن هذا الضعف في استجابة الأنسولين يمكن أن يكون بداية لمرحلة “ما قبل السكري”، وهي حالة خطيرة ترفع خطر الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية إلى أربعة أضعاف مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
العضلات.. حائط الصد الأول لحماية قلبك:
يشدد الدكتور فيغورا على أن تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال واستخدام أجهزة رياضية مخصصة، ليست مجرد وسيلة لتحسين المظهر الخارجي وبناء عضلات بارزة. بل إنها تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من مرض السكري وتنشيط استجابة الجسم لهرمون الأنسولين بشكل فعال. ويضيف: “التمرين يمكن أن يعكس مرحلة ما قبل السكري، وحتى المراحل الأولى من المرض”.
وللتأكيد على أهمية هذا الأمر، عرض الطبيب حالة واقعية لامرأة نحيفة تم تشخيصها بمقدمات السكري، مما يدل بوضوح على أن المظهر الخارجي الصحي لا يعكس دائمًا حقيقة صحة الجسم من الداخل.
أرقام مقلقة.. وحافز للتحرك المبكر:
قدم الدكتور فيغورا أرقامًا تبعث على القلق ولكنها في الوقت نفسه تشجع على التدخل المبكر، مشيرًا إلى أن حوالي 1 من كل 10 بالغين يعانون من مقدمات السكري دون أن يكونوا على علم بذلك. والأكثر أهمية هو أن نحو 80% من معالجة سكر الدم تتم عبر العضلات النشطة والقوية.
كما استعرض نتائج دراسة أمريكية شملت 25 ألف شخص، والتي أظهرت أن 18% ممن لديهم مقدمات السكري تعرضوا لأمراض قلبية خطيرة، مقارنة بـ 14% فقط من الأشخاص الأصحاء. وفي سياق متصل، وجدت دراسة صينية حديثة أن اتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع ممارسة الرياضة يقلل بشكل ملحوظ خطر الوفاة بنسبة 26% لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم بمقدمات السكري.
السكري النوع الثاني.. خطر صامت يهدد الأعضاء الحيوية:
يذكر أن مرض السكري من النوع الثاني يصيب الغالبية العظمى من مرضى السكري (نحو 90%)، وينتج بشكل أساسي عن ضعف إنتاج هرمون الأنسولين أو عدم فعاليته في تنظيم مستويات السكر في الدم. وقد يؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والكلى والعينين والأعصاب، وغالبًا ما لا تظهر أعراض واضحة على العديد من المصابين في المراحل المبكرة.
رسالة واضحة.. ابدأ اليوم لحماية قلبك:
الرسالة التي أراد الدكتور فيغورا توصيلها واضحة وقوية: “لا تنتظر حتى يرسل جسدك إشارة إنذار متأخرة، ابدأ اليوم بممارسة تمارين تقوية العضلات، حتى لو كنت شابًا ونحيفًا. فالصحة الحقيقية لا تقاس بالمظهر الخارجي، بل بما تبنيه من عادات صحية تحافظ بها على قلبك ومستويات السكر في دمك في نطاق آمن”.