أعلنت الولايات المتحدة السماح بمغادرة أسر العسكريين الأميركيين من قواعدها في البحرين والكويت، وذلك على خلفية التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقًا لما نقله مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”، فإن هذا الإجراء يُعد مؤقتًا ويأتي في إطار الحفاظ على سلامة الجنود الأميركيين وعائلاتهم.
القيادة المركزية: سلامة أفراد الجيش على رأس أولوياتنا
أكد المسؤول الأميركي أن القيادة المركزية تراقب التطورات الإقليمية عن كثب، مضيفًا: “لا تزال سلامة وأمن أفراد جيشنا وعائلاتهم على رأس أولوياتنا”، وأشار إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب الحلفاء في المنطقة، لضمان الجاهزية لأي مهام محتملة.
إذن بالمغادرة الطوعية من عدة مواقع في الشرق الأوسط
بحسب وكالة “أسوشيتد برس”، فإن القرار يشمل أيضًا السماح بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من البحرين والكويت.
كما أعلن وزير الدفاع الأميركي الإذن بالمغادرة الطوعية لأسر العسكريين من عدة مواقع في الشرق الأوسط.
واشنطن تبدأ تقليص النفقات التشغيلية في بغداد
في تطور متصل، أفادت مصادر خاصة لـ”العربية/الحدث” أن الولايات المتحدة شرعت في إخلاء عدد من الموظفين الأجانب العاملين في شركات الدعم اللوجستي داخل السفارة الأميركية في بغداد. ويأتي هذا الإجراء ضمن خطة أوسع لخفض النفقات التشغيلية لوزارة الخارجية الأميركية بعدد من بعثاتها في الخارج.
خلفية التوتر: إيران ترفض الاتهامات النووية وتنتقد واشنطن
تأتي هذه التحركات في ظل توتر متصاعد مع إيران، التي أكدت مجددًا أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، متهمة في الوقت نفسه الولايات المتحدة بتأجيج التوترات في المنطقة.
يُعدّ الوجود العسكري الأميركي في دول الخليج، لا سيما البحرين والكويت، جزءًا أساسيًا من استراتيجية واشنطن الأمنية في المنطقة. وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس الأميركي، بينما تُعد الكويت مركزًا لوجستيًا مهمًا للقوات الأميركية منذ حرب الخليج. ويعكس قرار الإجلاء الأخير حساسية الأوضاع الراهنة وحرص واشنطن على تجنّب تعريض عائلات الجنود لأي مخاطر محتملة.
إشارات تحذيرية مبكرة من مؤسسات أمنية أميركية
أشارت تقارير استخباراتية أميركية في الأسابيع الماضية إلى وجود مؤشرات على إمكانية تصعيد في بعض مناطق الشرق الأوسط، خاصة بعد تزايد التوترات مع جماعات مسلحة مدعومة من إيران. ويبدو أن قرار الإجلاء جاء كخطوة احترازية، تماشياً مع هذه التقديرات الأمنية، دون أن يُعلن عن تهديد مباشر أو وشيك.
حتى الآن، لم تُسجَّل ردود فعل رسمية من الدول المضيفة، لكن مصادر دبلوماسية تحدثت عن تفهُّم خليجي للقرار الأميركي، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة. وتشير التقديرات إلى استمرار التنسيق بين واشنطن وشركائها في الخليج لضمان استقرار الأوضاع وعدم تأثير هذه الخطوة على العلاقات الثنائية أو التعاون العسكري القائم.
رسائل سياسية وراء القرار الأميركي؟
يرى بعض المحللين أن قرار السماح بمغادرة العائلات والموظفين غير الأساسيين لا يقتصر على الاعتبارات الأمنية فقط، بل قد يحمل أيضًا رسائل سياسية موجهة إلى طهران، مفادها أن واشنطن تأخذ التهديدات على محمل الجد، وهي مستعدة لإعادة تموضعها في المنطقة إذا لزم الأمر.
ويُرجّح أن يُستخدم القرار أيضًا كوسيلة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالأمن الإقليمي أو الملف النووي الإيراني.