تحوّل سخط الأهالي من جبايات جماعة الحوثي إلى شرارة مواجهات واسعة شهدتها محافظة ذمار الواقعة جنوب صنعاء، حيث أضرم محتجون غاضبون النار في مكاتب الجبايات التي أقامتها الميليشيات، وأجبروا عناصرها على مغادرة نقاط التفتيش، معبّرين عن رفضهم لسياسة فرض الإتاوات غير القانونية.
احتجاجات شعبية بعد أشهر من التوتّر
جاءت المواجهات عقب أشهر من تصاعد التوتّرات بين السكان وقيادات الحوثيين بسبب الجبايات المُبالغ بها على شاحنات الرمل ومصادر الإنتاج. وقد أظهرت مقاطع مصوّرة مئات من الأهالي وهم يدفعون الحاويات التي تُستخدم مكاتب للجبايات ويطردون عناصر الجماعة من مواقعها.
اتهم وجهاء من مديرية عنس القيادي الحوثي «الجمل» بالتورّط في اتفاقيات سرية لفرض الإتاوات بالقوة، وأكدوا أن القبائل لن ترضخ لمثل هذه الابتزازات مجددًا.
وأشار الأهالي إلى أنّ ميليشيات الحوثي لجأت إلى سياسة الحصار والاختطاف لوقف تصاعد الانتفاضة الشعبية.
الجماعة تستجدي التهدئة وتُصعّد بالمقابل
سعياً لاحتواء الموقف، أرسل الحوثيون قيادات من الصف الأول إلى ذمار، من بينهم محمد المداني، لطرح وعود بمشاريع تنموية مقابل وقف الاحتجاجات.
غير أن ذلك لم يمنع أجهزتهم الأمنية من اتهام الأهالي بـ«العمالة والخيانة» واعتقال عدد من أعيان المديرية.
موجة من التظاهرات على مستوى المحافظات
امتدت حالة السخط إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الجماعة، حيث شهدت الأسابيع الماضية احتجاجات واسعة في حجة وصنعاء، بسبب جبايات جديدة على مزارعي القات وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة، ما يكشف حالة الغضب الشعبي المتصاعدة من سياسات النهب والإتاوات المتكررة.