في خطوة إنسانية ذات أبعاد سياسية ودبلوماسية، توصلت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي على إدخال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة، في مبادرة تهدف إلى التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين منذ أشهر في ظل تصاعد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية.
اتصال دبلوماسي ينقذ الأرواح
أعلنت وكالة أنباء الإمارات، عن إجراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، تم خلاله الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، لتلبية الاحتياجات الأساسية لما يقارب 15 ألف مدني في مرحلتها الأولى.
وتمثل هذه الخطوة امتداداً لنهج إنساني تتبناه دولة الإمارات منذ بداية الأزمة، يقوم على تسخير الأدوات الدبلوماسية والإغاثية لخدمة القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها دعم الشعب الفلسطيني.
ما الذي تتضمنه المساعدات الإماراتية؟
تشمل المساعدات المرسلة إلى القطاع في هذه المرحلة، المواد الأساسية لتشغيل المخابز: كالطحين والوقود ومواد الخَبز، في محاولة لإنهاء أزمة نقص الخبز التي تفاقمت بسبب الحصار، والمستلزمات الطبية العاجلة: لدعم المستشفيات والمراكز الصحية التي تعمل تحت ضغط هائل، وكذلك احتياجات الأطفال الأساسية: من أغذية وحفاضات وأدوية، لضمان بقاء الأطفال في ظروف أكثر إنسانية، بجانب التزامات استمرارية الإمداد: حيث أكد الطرفان أهمية أن لا تكون المساعدات خطوة مؤقتة، بل مساراً مستداماً حتى استقرار الأوضاع.
غزة وسط نار الحرب
وتشهد غزة أزمة إنسانية هي الأشد منذ سنوات، مع تدمير البنية التحتية، وانهيار النظام الصحي، ونقص حاد في الغذاء والمياه والكهرباء. ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف صعبة، في ظل انعدام الأمان، وصعوبة وصول الإمدادات من الخارج.
وفي هذا السياق، شدد الشيخ عبدالله بن زايد خلال الاتصال مع نظيره الإسرائيلي، على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائد، داعياً إلى التكاتف الدولي لتحقيق ذلك.
كيف ساعدت الإمارات غزة سابقاً؟
لم تكن المساعدات الإماراتية لغزة وليدة اللحظة. فقد بادرت الإمارات منذ اندلاع النزاع إلى تسيير جسر جوي إغاثي إلى رفح، حمل مئات الأطنان من الغذاء والدواء والمعدات الطبية، وإطلاق مستشفى ميداني إماراتي في غزة يقدم خدمات علاجية طارئة، وكذلك برامج إيواء ودعم نفسي للأطفال والنساء المتضررين من القصف وفقدان الأحبة.
لا تكتفي الإمارات بالمساعدات العاجلة فقط، بل تواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب، وتلعب دوراً نشطاً في دعم المسارات السياسية الرامية إلى استئناف اتفاق الهدنة بالتعاون مع أطراف دولية فاعلة، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يفتح المجال أمام مفاوضات الحل النهائي، وإطلاق سراح الرهائن وضمان الحماية الدولية للمدنيين.
خارطة طريق لإنهاء الحرب
ويأتي هذا في ظل تحركات إقليمية تقودها الإمارات بالتنسيق مع مصر والأردن والولايات المتحدة، لإنهاء النزاع وفتح آفاق إعادة الإعمار.
ويؤكد الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي على أن المبادرات الإنسانية تظل جسراً للسلام، حتى في أحلك الأوقات، ومع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، تبقى الجهود المشتركة والدبلوماسية البناءة ضرورة عاجلة لتخفيف المعاناة، وتمهيد الطريق أمام سلام عادل وشامل يحفظ الكرامة والحقوق لكل الشعوب في المنطقة.