مدينة الفاشر تشهد مواجهات شبه يومية بسبب الحرب التي اندلعت في الخرطوم، وتخضع لحصار مباشر من قبل قوات الدعم السريع. يأتي ذلك في أعقاب دعم حركة العدل والمساواة التي تتبع لدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية، وحركة مناوي، والشيخ موسى هلال (المطلوب لدى محكمة الجنائيات الدولية لتأسيسه قوات الجنجويد) للقتال في صفوف جيش بورتسودان المختطف.
هذه التحالفات العسكرية أدت إلى تصعيد العنف وزيادة معاناة المدنيين في الفاشر، حيث يتعرضون للقصف الطيران العشوائي والهجمات المسلحة بشكل يومي، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة. كان المدينة آمنة لولا هذا التحالف الجديد الذي حولها الى مسرحا للعمليات الحربية بعد ان تجاوزها الدعم السريع في السابق.
استمرارًا لانتهاكاته التي امتدت لعشرات السنين، يُظهر هذا الفيديو أحد جرائم طيران الجيش المختطف التي أدانها الاتحاد الأوروبي باعتبارها مجازر وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين في الفاشر. هذا الفيديو ليس سوى توثيق واحد من سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في مختلف أنحاء السودان.
وزارة خارجية جيش بورتسودان أصدرت بيانًا نفت فيه قصف المدنيين في الفاشر بالطيران، وزعمت أن الاتحاد الأوروبي منحاز ولا يرى الأمور بوضوح. ولكن الحقائق على الأرض، والدمار والضحايا الذين يسقطون بشكل يومي ، يكذبون هذه الادعاءات ويؤكدون أن الجرائم مستمرة بشكل ممنهج.
الفيديو الذي بين أيدينا يوثق فقط موقعًا واحدًا من آخر انتهاكات طيران الجيش المختطف ضد المدنيين في الفاشر، ولكن للأسف، هذا ليس استثناءً. الطائرات الحربية ما زالت تقصف بصورة عشوائية مناطق متفرقة في السودان، مما يسفر عن سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء وتدمير الممتلكات والبنية التحتية.
جريمة الفاشر لم تكن الأخيرة، والطيران لا يزال يواصل جرائمه فيها بلا تردد وبلا رحمة. هذه الجرائم المستمرة تأتي في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية للمواطنين وانقطاع جلها عنهم. الوضع الإنساني في غاية الخطورة، فالمدنيون يعانون من نقص في الغذاء والماء والدواء، وسط تدهور كامل للخدمات الصحية والتعليمية.
وبسبب هذه الأوضاع الحرجة والنقص الحاد في المواد التموينية في المدينة، يجب فتح مسارات آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية. يتعرض المدنيون في الفاشر لمخاطر جسيمة نتيجة القصف العشوائي والهجمات المسلحة اليومية، مما يجعلهم في حاجة ماسة للإغاثة الفورية. توفير المساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ودواء أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة السكان. على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التحرك بسرعة لفتح هذه المسارات وتقديم الدعم اللازم لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وحماية المدنيين من المزيد من الأضرار والانتهاكات.
هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي. يجب أن تكون هناك إجراءات حاسمة لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. من الضروري فرض عقوبات على الأفراد والكيانات المسؤولة عن هذه الانتهاكات ، وتقديم الدعم الإنساني الفوري للمدنيين المتضررين.
كما ينبغي على المجتمع الدولي إرسال فرق تحقيق مستقلة لتوثيق الجرائم والانتهاكات وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب. يجب أن تكون هناك جهود مكثفة لتوفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
إن صمت المجتمع إزاء هذه الجرائم يعني مشاركة ضمنية في معاناة المدنيين الأبرياء. لا يمكن أن تستمر هذه المآسي دون أن يتحرك العالم لوقفها. علينا جميعًا أن نعمل من أجل تحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان ، لأنه لا يمكن القبول بهذا الظلم المستمر.
ندعو إلى وقف القتال في مدينة الفاشر وتوصيل المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة. كما ندعو إلى تقديم الدعم والمساعدات للآلاف الذين فروا من الفاشر إلى مدن دارفور الأخرى ، حيث يعانون من ظروف قاسية ونقص في الاحتياجات الأساسية.
إن توفير المساعدات الإنسانية لهؤلاء المدنيين بات ضرورة ملحة لإنقاذ حياتهم والتخفيف من معاناتهم. على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لضمان حماية المدنيين ووقف الانتهاكات المستمرة، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كل تأخير في التدخل يزيد من معاناة الأبرياء ويعمق الأزمة الإنسانية التي يعيشونها.