في تطور لافت على خط التوتر الإيراني – الأميركي، أدان “حزب الله” اللبناني بشدة التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، معتبراً أن “التهديد بالقتل حماقة وتهور سيكون لهما ثمن باهظ”.
وقد جاء الموقف الرسمي لـ”حزب الله” في بيان شديد اللهجة، وُصف بأنه الأقسى منذ بدء التهديدات الأميركية لإيران، مع تلويح واضح بأن “الردّ لن يمرّ بلا ثمن في ساحات المواجهة الإقليمية”.
بيان غاضب من “حزب الله”: هذا تهديد لكل محور المقاومة
قال “حزب الله” في بيانه الصادر صباح الخميس: “التهديد باغتيال سماحة الإمام السيد علي الخامنئي هو حماقة وتهوّر له عواقب وخيمة. وعلى الرغم من سخافته، فهو مستنكر ومدان بأبلغ العبارات”.
وأضاف الحزب: “إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، متمسكون بنهج سماحته، وملتفون حول قيادته الحكيمة، التي أثبتت صلابتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي-الأميركي على إيران وغزة والمنطقة برمّتها”.
واعتبر البيان أن هذه التصريحات تشكّل “اعترافاً أميركياً بسقوط الرهانات السياسية”، مؤكداً أن الولايات المتحدة “ستكتشف أنها تهوي إلى هاوية لا قرار لها بسبب هذا التهور والغطرسة”.
البيت الأبيض يلتزم الصمت… وتصريحات ترمب تثير العاصفة
التصريحات التي أطلقها ترمب عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”، والتي لمح فيها إلى رصد خامنئي كهدف محتمل، أثارت ضجة واسعة، خصوصاً مع تعبيره: “إنه هدف سهل، لكننا لن نقضي عليه الآن… صبرنا ينفد”.
هذه العبارات أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات رسمية وشعبية في إيران بردّ حازم، واعتبار التصريحات “إعلان نية عدوان صريح” يتعارض مع القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
طهران: التصعيد الأميركي تجاوز كل الخطوط الحمراء
في أول رد غير مباشر من طهران، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التهديدات بأنها “محاولة يائسة لبث الرعب، لا تزيدنا إلا صلابة وتمسكاً بحقوقنا وسيادتنا”.
وأضاف: “هذه التهديدات تؤكد حجم الهزيمة السياسية والعسكرية التي تتعرض لها واشنطن في المنطقة، وعلى رأسها الفشل في كسر محور المقاومة”.
وأكدت مصادر إيرانية مطلعة أن طهران وضعت سيناريوهات للرد على أي تهديد مباشر للمرشد الأعلى، تشمل خيارات سياسية وأمنية وعسكرية، يجري حالياً تقييمها بدقة.
مراقبون: التهديد باغتيال خامنئي ينذر بتحول خطير في المواجهة
يقول محللون في بيروت وطهران إن الحديث عن اغتيال قادة بهذا المستوى لا يمكن اعتباره “هفوة سياسية”، بل هو تعبير عن استراتيجية متصاعدة للضغط على إيران من الداخل والخارج.
ويرى المحلل السياسي اللبناني حسن مرعي أن “بيان حزب الله يؤكد أن أي استهداف مباشر للقيادة الإيرانية سيُعتبر استهدافاً لكامل محور المقاومة، وقد يؤدي إلى تصعيد إقليمي لا يمكن احتواؤه”.
غزة واليمن والعراق.. ساحات اشتعال مفتوحة
من جانبه، ربط “حزب الله” في بيانه بين التهديدات الأميركية والدعم اللامحدود لإسرائيل في حربها المستمرة على غزة، مشيراً إلى أن “من يقف خلف العدوان على المدنيين، لا يمكنه الادعاء بالدفاع عن القيم أو القانون”.
كما حذر الحزب من أن “كل الساحات مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة”، في إشارة إلى احتمال استخدام أوراق القوة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، إذا تطورت التهديدات إلى عمليات فعلية.
غيوم الحرب تزداد سواداً.. فهل ترد إيران؟
في ظل هذا التصعيد، باتت المنطقة أمام منعطف خطير، لا سيما في ظل الصمت الأميركي الرسمي، والإصرار الإيراني على عدم التراجع أمام لغة التهديد.
ويبقى السؤال المطروح: هل تتحول التهديدات إلى فعل؟ أم أن الردود الإعلامية كفيلة بكبح جماح الانفجار الكبير؟
الوقائع على الأرض تشير إلى أن أي خطأ في الحسابات قد يُشعل الشرق الأوسط مجدداً، ولكن هذه المرة، سيكون على الجميع دفع الثمن.