أعلنت حركة حماس أنها تدرس مجموعة مقترحات جديدة قدمها الوسطاء الدوليون في إطار مساعٍ متجددة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يُنهي العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ قرابة عامين.
وأكدت الحركة، في بيان نُشر على منصتها الرسمية في “تيليغرام”، أن مشاورات داخلية تجري “بمسؤولية وطنية” لبحث المبادرة المطروحة، مضيفة أن الوسطاء “يبذلون جهوداً مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار يمهد لانطلاق مفاوضات جدية”.
وتشدد حماس على أن أي اتفاق محتمل يجب أن يضمن إنهاء العدوان الإسرائيلي، وانسحاب القوات من القطاع، وتوفير الإغاثة العاجلة لسكان غزة، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية منذ أشهر.
واشنطن تعلن انفراجة محتملة
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها إن إسرائيل وافقت “من حيث المبدأ” على شروط اتفاق لوقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، تم طرحه خلال اجتماعات عقدها مبعوثوه مع مسؤولين إسرائيليين في اليومين الماضيين.
ووصف ترامب تلك الاجتماعات بأنها “طويلة ومثمرة”، مؤكداً أن مصر وقطر، اللتين تقومان بدور الوساطة، ستنقلان المقترح بصيغته النهائية إلى قيادة حماس. وتشير أوساط أميركية إلى أن المبادرة الجديدة تمثل “فرصة نادرة” للخروج من دائرة المواجهات الدموية، وسط قناعة متزايدة بأن استمرار الحرب بات بلا جدوى سياسية.
أزمة داخل الحكومة الإسرائيلية
في الجانب الإسرائيلي، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً متصاعدة من الرأي العام وأطراف داخل الحكومة، تطالبه بالانخراط بجدية في المسار التفاوضي وإنهاء الحرب، التي دخلت شهرها العشرين دون تحقيق أهدافها المعلنة.
وأثار وزير الخارجية جدعون ساعر الجدل بتصريح قال فيه إن “هناك أغلبية داخل الائتلاف الحاكم ستدعم اتفاقاً يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى المتبقين لدى حماس”، في إشارة إلى نحو 50 أسيرًا يُعتقد أن 20 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة.
وأضاف ساعر عبر منصة “إكس” أن “الفرص لا تأتي كثيراً، وإذا كانت هناك إمكانية حقيقية لتحقيق هذا الهدف، يجب ألا نضيعها”.
انسداد سياسي ومخاوف ميدانية
ورغم التحركات الجارية، يبقى المشهد معقدًا بفعل الانقسامات داخل حكومة نتنياهو، ورفض عدد من وزرائه المتشددين لأي تسوية لا تشمل “اجتثاث حماس”. كما تحذر أطراف دولية من أن تعثر المسار التفاوضي هذه المرة قد يُغلق الباب نهائيًا أمام أية تسوية سلمية قريبة.
في المقابل، تراهن حماس على إعادة ترتيب أولويات الوسطاء الدوليين، وتحويل التعاطف الدولي مع الوضع الإنساني في غزة إلى ضغط حقيقي يدفع باتجاه حل سياسي قابل للتطبيق، ينهي الحصار ويضمن الحد الأدنى من حقوق سكان القطاع.