كشف المخرج المصري خالد يوسف عن تلقيه تهديدات بالقتل، على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن الأوضاع في سوريا ودعمه العلني للفصائل الفلسطينية. يوسف، المعروف بمواقفه السياسية الجريئة، أطل عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، حيث أبدى قلقه من حجم التصعيد ضده، ملمّحًا إلى احتمال غيابه عن المنصات الرقمية، في ما وصفه بأنه “قد يكون آخر ظهور” له على وسائل التواصل.
انتقادات علنية لسياسات فيسبوك وتحذيرات من تواطؤ إعلامي
وأوضح يوسف أن منشوراته الداعمة للقضية الفلسطينية تتعرض للحذف بشكل متكرر من قبل إدارة فيسبوك، متهمًا المنصة بانتهاج سياسة منحازة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التزامها بما وصفه بـ”أبسط مبادئ العدالة أو حرية التعبير”. وانتقد ما اعتبره ازدواجية في تطبيق معايير النشر، قائلاً إن “المعايير الإجرامية” هي وحدها التي تحكم الرقابة على الأصوات الداعمة لفلسطين، في وقت يتم فيه التساهل مع محتوى التحريض والدعاية الإسرائيلية.
موقف صريح من الوضع السوري وانتقاد لسياسات دمشق
وفي تطور لافت، لم يتردد المخرج المصري في انتقاد الموقف الرسمي السوري، مشيرًا إلى أن “رئيس سوريا قد ترك بعض أراضي بلاده لتركيا”، في إشارة إلى التفاهمات الروسية-التركية التي أسفرت عن سيطرة أنقرة على مناطق شمالية من البلاد. كما تساءل يوسف عن أسباب الصمت إزاء تكرار الهجمات الإسرائيلية على العمق السوري، معتبرًا أن هذا الصمت، سواء الإقليمي أو الدولي، يعكس نوعًا من القبول الضمني بما يحدث.
تصريحاته حركت موجة من الجدل في الأوساط السياسية والثقافية، ودفعت ببعض الناشطين إلى التشكيك في دوافعه، بينما اعتبره آخرون صوتًا صادقًا في مواجهة سياسة القمع والتعتيم الإعلامي. ومع تصاعد الهجوم عليه، أشار يوسف إلى أن مواقفه ليست طارئة أو موجهة ضد جهة معينة، بل تنبع من التزامه الأخلاقي بقضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.
حضور فني في مهرجان أسوان وتأكيد على قضايا المرأة
بعيدًا عن السياسة، تحدث خالد يوسف أيضًا عن مشاركته في فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، معبرًا عن تقديره لهذه المبادرة الثقافية التي تمنح قضايا المرأة مساحة من الضوء في عالم السينما. ولفت إلى الأهمية الرمزية لإقامة هذا النوع من المهرجانات في مدينة أسوان، التي وصفها بأنها “مدينة ساحرة، تحتل مكانة فريدة عالميًا”، مشددًا على أن الفن قادر على لعب دور محوري في دعم قضايا النساء وتمكينهن، خاصة في المجتمعات التي لا تزال تعاني من التمييز وسوء التمثيل.