في ظل التصعيد المستمر للعدوان الإسرائيلي الذي يضرب الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، تتكثف جهود الحكومة الفلسطينية على جبهتين رئيسيتين: تخفيف الأعباء المباشرة عن كاهل المواطنين المتضررين من هذه الهجمة الشرسة، وفي الوقت نفسه، تكثيف التحركات الدبلوماسية لردع الاحتلال وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
وقف سياسة العقاب الجماعي
يدرك مجلس الوزراء الفلسطيني حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، خاصة في قطاع غزة الذي يشهد إبادة جماعية وتزايدًا في حالات الوفاة جراء المجاعة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. هذا الوعي ترجمته الحكومة إلى مطالبة حاسمة للمجتمع الدولي بضرورة إنفاذ القانون الدولي لحماية الشعب الفلسطيني ووقف سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال.
تتضح هذه الجهود على الصعيد الداخلي من خلال عدة خطوات عملية. فبينما تتوالى عمليات الهدم في مخيمات طولكرم وجنين، وتتعرض مدينة نابلس لعدوان واسع وعمليات تخريب واعتداء على ممتلكات المواطنين، تعمل الحكومة على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني عبر دعم برامج إغاثية وعلاجية وإنسانية. كما أن إقرار تشكيل فريق وطني لوضع معايير لضبط مواصفات البضائع المستوردة ومنع الإغراق في السوق الفلسطيني، يعكس حرصًا على حماية الاقتصاد الوطني وتخفيف الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطنون في ظل الظروف الراهنة.
جهود ردع الاحتلال
هذا بالإضافة إلى البدء في مناقشة الخطط الاستراتيجية لعدد من الوزارات والهيئات الحكومية بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتنمية الموارد الوطنية، مما يشير إلى رؤية بعيدة المدى لتخفيف الأعباء وتحسين ظروف الحياة.
على الصعيد الدبلوماسي، تبذل الحكومة الفلسطينية جهودًا حثيثة لردع الاحتلال وتحقيق اختراقات على الساحة الدولية. فقد وجه مجلس الوزراء وزارة الخارجية بكل بعثاتها وطواقمها لتكثيف التحركات الدولية للضغط باتجاه وقف جرائم الاحتلال ومستوطنيه. يأتي ذلك بالتزامن مع استعداد الدبلوماسية الفلسطينية لتجنيد أكبر تأييد دولي في المؤتمر الدولي للسلام الذي ستستضيفه الأمم المتحدة بنيويورك، والذي يهدف إلى بحث آليات تنفيذية لتجسيد الدولة الفلسطينية ودعم الحكومة وبرامجها.
تعزيز صمود الشعب
وفي هذا السياق، يعتبر الحصول على عضوية دولة فلسطين كعضو مراقب في منظمة العمل الدولية إنجازًا دبلوماسيًا هامًا. هذه العضوية، التي جاءت بإجماع الغالبية العظمى من أعضاء المنظمة، لا تعزز فقط مكانة فلسطين الدولية، بل تفتح آفاقًا لدعم قضايا العمال الفلسطينيين دوليًا والدفاع القانوني عنهم، والاستفادة من اتفاقيات العمل الدولية في مجالات التدريب والتأهيل وتهيئة فرص عمل أفضل، مما يساهم بشكل مباشر في تخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية عن شريحة واسعة من المواطنين.
هذه التحركات، الداخلية والخارجية، تعكس إصرار الحكومة الفلسطينية على مواجهة التحديات المتزايدة بفعالية، سعيًا لتعزيز صمود الشعب وحماية حقوقه في وجه العدوان.