في تطور جديد للأحداث في دارفور، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني دخلوا إلى تشاد منذ تصاعد العنف في شمال دارفور في أبريل/نيسان الماضي، إضافة إلى 39 ألف عائد تشادي فروا بدورهم من الحرب المشتعلة.
هذه الأعداد الجديدة تنضم إلى قرابة مليون لاجئ كانوا قد تدفقوا إلى شرق تشاد منذ اندلاع الأزمة السودانية في عام 2023.
المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، عبّر عن قلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني، مشيراً إلى أن معظم الوافدين من النساء والأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية جسيمة، ويواجهون أوضاعاً معيشية مأساوية.
مخيمات مكتظة وموارد منعدمة
أوضحت الأمم المتحدة أن مراكز العبور مثل موقع “تيني”، الذي صمم لاستيعاب 500 شخص فقط، تستضيف حالياً نحو 20 ألف لاجئ، معظمهم ينامون في العراء، وفي بعض المناطق، هناك طبيب واحد فقط لكل 44 ألف شخص، ولا تتوافر سوى ألفي مأوى من أصل أكثر من 13 ألفاً.
وشملت المساعدات حتى الآن توزيع طعام لأكثر من 6 آلاف لاجئ وتوفير أدوية تغطي 20 ألف شخص، إلا أن خطة الاستجابة الإنسانية لتشاد لم تموّل إلا بنسبة 7% فقط من إجمالي 1.4 مليار دولار، ما يهدد بتفاقم المأساة مع اقتراب موسم الأمطار.
مأساة إنسانية متصاعدة
بالتوازي مع المأساة الإنسانية المتصاعدة، أعلن الجيش السوداني منذ ساعات السيطرة الكاملة على آخر معاقل قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، فيما وصفته مصادر عسكرية بـ”الضربة القاضية” للجماعة المسلحة التي خاضت معارك عنيفة منذ اندلاع النزاع.
وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، في وقت تنبّه فيه المنظمات الإنسانية إلى أن اللاجئين السودانيين باتوا يعيشون على الهامش، مهددين بالمجاعة، والأوبئة، والانكشاف الأمني.
تشاد، التي تتبنى سياسة “الباب المفتوح”، تتحمل عبئاً يفوق طاقتها، فيما تُطالب الأمم المتحدة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قبل أن تتحول دارفور ومحيطها إلى كارثة إنسانية مفتوحة.