أدى هجوم عنيف استهدف قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة اليونيسف في منطقة الكومة شمال دارفور، إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح عدد آخرين، بحسب تقرير مشترك صدر عن المنظمتين.
كانت القافلة، التي كانت مكوّنة من 15 شاحنة، في طريقها لإيصال مساعدات حيوية إلى الأسر والأطفال في مدينة الفاشر المتضررة من المجاعة والحرب.
قافلة قطعت 1800 كيلومتر.. وانتهت بالدم
انطلقت القافلة من مدينة بورتسودان، قاطعة أكثر من 1800 كيلومتر، في واحدة من أطول وأخطر الرحلات الإنسانية منذ بدء النزاع في السودان قبل عامين.
وكان من المفترض أن تصل الإمدادات إلى مدينة الفاشر، إلا أن الهجوم وقع قبيل استكمال رحلتها، ما أدى إلى توقفها وحرمان المستفيدين من المساعدات المنقذة للحياة.
الإمدادات لم تصل.. والمجاعة تطرق أبواب الفاشر
وفقًا للبيان، كانت القافلة تحمل مواد غذائية وتغذوية ضرورية للأطفال والنساء، في ظل تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية بالمنطقة. وتشير منظمات الأمم المتحدة إلى أن “الملايين” في السودان، وخصوصًا في دارفور، يعتمدون على هذه المساعدات، ما يجعل من عرقلة وصولها أمرًا كارثيًا قد يفاقم أزمة المجاعة والوفاة بين المدنيين.
أكدت المنظمتان أن المسار الذي سلكته القافلة كان معروفًا وتم الاتفاق عليه مسبقًا مع جميع الأطراف المسلحة في المنطقة، كما هو متبع في جميع العمليات الإنسانية. إلا أن الهجوم الأخير يثير تساؤلات حول مدى التزام الفصائل المتصارعة بالقانون الدولي الإنساني، ويطرح مخاوف حول تصعيد متوقع في استهداف المنظمات الدولية.
دعوة لحماية القوافل.. وتحذير من انهيار تام
شدد البيان على أن القانون الدولي الإنساني يُلزم الأطراف المتحاربة بالسماح بمرور آمن للمساعدات الإنسانية دون عوائق، محذرًا من أن “حياة الملايين تعتمد على هذه القوافل”. وأعربت المنظمتان عن “أسفهما العميق” لفشل القافلة في إيصال الإمدادات، مناشدتين المجتمع الدولي بمزيد من الدعم والضغط لتأمين الطرق الإنسانية في السودان.
صورة قاتمة لأوضاع المدنيين في دارفور
يمثل الهجوم الأخير مؤشرًا مقلقًا على التدهور الأمني في شمال دارفور، وخصوصًا في محيط مدينة الفاشر، التي تشهد مواجهات متقطعة واشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، إلى جانب جماعات مسلحة أخرى. كما أنه يأتي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة شملت موجات نزوح جماعي، وارتفاعًا حادًا في معدلات الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال.
يدخل النزاع السوداني عامه الثاني دون أفق واضح للحل، مع اتساع رقعة المعارك إلى مناطق جديدة، وازدياد معاناة المدنيين في مختلف ولايات البلاد. وفي ظل تعثر مساعي التفاوض بين الأطراف المتنازعة، وتراجع قدرة المنظمات على الوصول، بات السودان يواجه ما قد يكون إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث.