نفت الحكومة السورية بشكل رسمي ما تداوله عدد من وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية بشأن مزاعم لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بمسؤولين إسرائيليين خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن هذه الأخبار “عارية تماماً عن الصحة”.
وزارة الإعلام: لا اجتماعات سرية ولا اتصالات مع تل أبيب
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الإعلام السورية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، أنه “لا صحة مطلقًا لما يتم تداوله حول انعقاد أي لقاءات أو محادثات بين الرئيس الشرع وأي طرف إسرائيلي خلال زيارته إلى أبو ظبي”، مشددًا على أن “سوريا لا تزال على موقفها الثابت من قضية الاحتلال الإسرائيلي، ورفضها لأي شكل من أشكال التطبيع”.
ادعاءات متكررة ومصادر مجهولة
وكان موقع “الجمهورية” الإلكتروني قد نشر تقريرًا استنادًا إلى مصدرين وصفهما بأنهما “مطلعان على مسار الاتصالات الجارية”، زعم فيه أن الرئيس الشرع التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي خلال تواجده في العاصمة الإماراتية.
ووصف التقرير المزعوم اللقاء بأنه “خطوة محورية” ضمن ما قال إنها “مفاوضات غير معلنة” بين سوريا وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء ليس الأول من نوعه.
كما رددت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية ذات المزاعم، مشيرة إلى ما وصفته بـ”اتصالات أمنية رفيعة المستوى بين دمشق وتل أبيب برعاية إماراتية”، دون تقديم أدلة ملموسة أو توضيح مصدر المعلومات.
دمشق تتشبث برفض التطبيع
ويأتي هذا النفي السوري وسط تصاعد التكهنات حول تحركات إقليمية تهدف إلى فتح قنوات تواصل بين دول عربية وإسرائيل في أعقاب تطورات الحرب في غزة، ومحاولات واشنطن لإعادة ترتيب المشهد السياسي في المنطقة. غير أن دمشق أكدت في مناسبات عدة أن موقفها من إسرائيل لم يتغير، ولا تزال تعتبر أي مفاوضات أو تطبيع دون انسحاب كامل من الجولان السوري المحتل “خيانة للثوابت القومية”.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد زار أبو ظبي يوم الاثنين الماضي، في مستهل جولة خليجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول الخليج، وفتح آفاق شراكات اقتصادية وتنموية بعد سنوات من العزلة.
سوريا: المرحلة تتطلب الشفافية وليس تسريبات إعلامية
وفي السياق ذاته، دعا مسؤول سوري لم يُكشف عن اسمه، في تصريح لـ”سانا”، وسائل الإعلام إلى “توخي الدقة وعدم الانجرار وراء الأخبار المفبركة التي تهدف إلى خلق حالة من البلبلة والتشويش على تحركات الدولة السورية في المحيط العربي”.
وأضاف أن “المرحلة الحالية تتطلب حواراً شفافاً بين الدول العربية، بعيداً عن الإشاعات التي تحاول بعض الأطراف الدولية ترويجها لخدمة أجنداتها الخاصة في المنطقة”.
لا تعليق رسمي من الجانب الإماراتي أو الإسرائيلي
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة أو من الحكومة الإسرائيلية بشأن صحة تلك الأنباء، ما يضيف مزيدًا من الغموض حول طبيعة هذه الادعاءات ودوافعها السياسية.
وفي ظل التوتر الإقليمي والمواقف المتباينة من ملف التطبيع، تبقى التقارير الإعلامية محل تساؤل حتى يتم تأكيدها من قبل مصادر رسمية موثوقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن.