جرت لقاءات مباشرة خلال الأسابيع الماضية بين مسؤولين من سوريا وإسرائيل، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا، وجاءت هذه اللقاءات وسط تصعيد محدود على الحدود في الجولان، وبتشجيع أميركي، بحسب وكالة “رويترز”.
وترأس الجانب السوري أحمد الدالاتي، المحافظ الجديد لمحافظة القنيطرة، والذي يُعد من أبرز الوجوه الأمنية التي برزت بعد سقوط نظام بشار الأسد. ولم تُعرف تفاصيل هوية المفاوضين الإسرائيليين، لكن مصادر رجّحت أن يكونوا من كبار ضباط الأمن.
أكدت مصادر سورية أن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات هو احتواء التصعيد وتفادي المواجهة المباشرة، في وقت بدأت فيه إسرائيل بتقليص غاراتها على الأراضي السورية تدريجياً.
روسيا تدعو دمشق إلى طاولة التشاور
وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن توجيه دعوة رسمية إلى نظيره السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية وتنسيق الملفات الإقليمية.
وقال “لافروف” إن الدعوة جاءت بعد اقتراح تركي خلال محادثات مع وزير الخارجية هاكان فيدان، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في “تثبيت التهدئة وبحث الملفات الحساسة على الساحة السورية”.
الشرع: معركة الإعمار بدأت
وفي دمشق، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن مرحلة إعادة الإعمار قد انطلقت رسمياً، داعياً السوريين إلى الوحدة والعمل الجماعي.
وجاءت كلمته خلال فعالية بعنوان “حلب مفتاح النصر”، حيث اعتُبرت المدينة رمزاً لانطلاقة جديدة بعد سقوط النظام السابق.
وشدد “الشرع” على أهمية اغتنام فرصة رفع العقوبات الغربية والبدء بإعادة بناء ما دمرته الحرب، مؤكداً أن “الشعب السوري يستحق مستقبلاً مشرقاً بعد سنوات من الألم والمعاناة”.
شرق أوسط يعاد رسمه
وتأتي هذه التطورات ضمن مشهد إقليمي متغير تشهد فيه سوريا تحوّلاً في التحالفات والعلاقات الدولية، بعد أكثر من 14 عاماً من الصراع، خلفت أكثر من 500 ألف قتيل ودماراً هائلاً في البنى التحتية والمؤسسات.
ويبدو أن المبادرات الأميركية، والانفتاح الروسي – التركي، والتحولات الداخلية السورية، قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من التفاوض وربما مساراً سياسياً جديداً في المنطقة.