في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبذل الدبلوماسية الفلسطينية جهودًا متواصلة على الساحة الدولية لوقف الانتهاكات المتصاعدة ضد المدنيين الفلسطينيين. يتّضح من بيان وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن المسار الدبلوماسي الحالي يركّز على عدة محاور استراتيجية، أبرزها الحشد الدولي لوقف إطلاق النار، الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتهيئة الظروف للبدء بإعادة الإعمار.
الخارجية الفلسطينية تحذر من المخطط الإسرائيلي
البيان يشدد على أن الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ليس مجرد مطلب سياسي، بل ضرورة إنسانية عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون يوميًا لسلسلة من المجازر، تشمل الأطفال والنساء وكبار السن. في هذا السياق، تعكس اللغة المستخدمة في البيان توجّهًا واضحًا لتأطير العدوان ضمن جرائم الحرب، ما يهدف إلى تعبئة الرأي العام الدولي واستثارة المؤسسات القانونية والحقوقية لتتحرك على مستوى أوسع، خصوصًا في ظل تصاعد استهداف البنى التحتية الحيوية ومصادر المياه كما حدث في النصيرات.
من جهة أخرى، تركز الدبلوماسية الفلسطينية على تفنيد الادعاءات الإسرائيلية بشأن “المدينة الإنسانية” في رفح، وتعتبرها محاولة لتبرير التهجير القسري، وهو ما يناقض القانون الدولي الإنساني. تحذير الخارجية الفلسطينية من هذا المخطط يعكس وعيًا استراتيجيًا بخطورة تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي لقطاع غزة تحت غطاء إنساني مزعوم، الأمر الذي واجه بالفعل انتقادات من جهات دولية وحتى بعض الأوساط داخل إسرائيل.
توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني
الجانب القانوني والدولي يحظى كذلك بمكانة بارزة في خطاب الخارجية، حيث تُطرح ولاية دولة فلسطين على كامل أراضيها، بما فيها قطاع غزة، كشرط أساسي لتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال. الإشارة إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية يُعد عنصرًا دبلوماسيًا ذكيًا، لأنه ينقل المعركة إلى المجال القضائي الدولي ويعزز المطالبة بمحاسبة الاحتلال وفق أطر قانونية معترف بها دوليًا.
تتحرك الدبلوماسية الفلسطينية ضمن استراتيجية متكاملة ترتكز على التوثيق والإدانة، المطالبة بالتدخل الدولي، واستحضار الأدوات القانونية الدولية، وذلك في سبيل وقف العدوان وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وفي ظل انسداد الأفق السياسي على المدى القريب، تسعى هذه الجهود لبناء ضغط تراكمي قد يُفضي إلى تحوّل دولي حاسم يُعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية ويفرض على إسرائيل التوقف عن انتهاكاتها، وصولًا إلى تطبيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.