ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر، فجر الثلاثاء، منطقة الحدود البحرية بين جزر دوديكانيسا اليونانية والسواحل الغربية لتركيا، وفقًا لتقارير مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي.
وقع الزلزال في تمام الساعة 2:17 صباحًا بالتوقيت المحلي، وعلى عمق بلغ 75 كيلومترًا، وكان مركزه على مسافة 146 كيلومترًا جنوب غرب مدينة دنيزلي التركية، و22 كيلومترًا فقط من جزيرة رودس اليونانية.
على الرغم من قوته، لم تُسجَّل أي خسائر بشرية أو مادية حتى اللحظة، فيما أفاد مواطنون في القاهرة الكبرى والساحل الشمالي بشعورهم بالهزة الأرضية، بالتزامن مع توقيت وقوع الزلزال.
وأكدت الجهات المختصة في تركيا واليونان ومصر، متابعتها للوضع، وسط تحذيرات من هزات ارتدادية محتملة.
لماذا تحدث الزلازل؟ فهم مبسط للظاهرة المخيفة
تحدث الزلازل نتيجة تحرك الصفائح التكتونية التي تُشكّل سطح الأرض. وفي حالة زلزال اليوم، فإن المركز يقع في منطقة شرق البحر المتوسط، وهي من أكثر المناطق زلزاليًّا في العالم، حيث تلتقي الصفيحة الأفريقية المتجهة شمالًا، نع الصفيحة الأوراسية، والصفيحة الأناضولية التي تتأثر بالحركتين وعندما تحتك هذه الصفائح أو تتداخل مع بعضها، تتراكم طاقة ضخمة تحت سطح الأرض، ثم تنفجر فجأة، محدثة زلزالًا.
هل يمكن أن يحدث زلزال آخر؟
قال المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر إن المنطقة التي وقع فيها الزلزال “نشطة زلزاليًّا بطبيعتها”، وهو ما يزيد احتمالية وقوع هزات ارتدادية أو زلازل أخرى قريبة في الموقع أو في مناطق محيطة.
وأوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، في تصريحات إعلامية، أن مصر ليست في قلب منطقة الزلازل العالمية، لكنها تتأثر أحيانًا بالزلازل القريبة من حدودها، مثل ما حدث اليوم.
وأكد القاضي أن الزلزال الذي شعر به سكان القاهرة والساحل الشمالي “طبيعي وغير مقلق”، لكنه دليل على أهمية الاستعداد والتأهب في كل لحظة.
مصر والزلازل: ماذا تقول الأرقام؟
رغم أن مصر تُعد من الدول المستقرة زلزاليًّا نسبيًّا، إلا أن العام 2015 شهد أكثر من 800 زلزال، حسب ما أعلنته الهيئة القومية للزلازل آنذاك.
لكن معظم هذه الزلازل كانت ضعيفة جدًا وغير محسوسة، ولم يُسجل أي زلزال قوي تسبب بخسائر كبيرة منذ زلزال عام 1992، الذي راح ضحيته 541 شخصًا.
مع ذلك، فإن تكرار الزلازل في مناطق قريبة مثل اليونان وتركيا، وامتداد تأثيرها إلى الأراضي المصرية، يثير تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية، ومدى وعي المواطنين بخطط الإخلاء والإغاثة.
الطبيعة تذكّرنا بضعفنا.. والوعي هو الحماية
زلزال فجر الثلاثاء كان تنبيهًا طبيعيًا غير مدمر، لكن الجغرافيا لا ترحم الجاهلين بقوانينها، والزلازل لن تتوقف، والمهم أن تكون لدينا خطط علمية للتعامل معها، سواء في المباني، أو في الإعلام، أو على مستوى الأفراد.