في تصريحاته الأخيرة، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن موقف كييف من شبه جزيرة القرم لم يتغير، مؤكدًا أن “جميع الأراضي المحتلة مؤقتًا تابعة لأوكرانيا” . هذا التأكيد يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، لدفع أوكرانيا نحو مرونة أكبر في المفاوضات مع روسيا.Reuters
تأثير تصريحات زيلينسكي على مسار المفاوضات
تصريحات زيلينسكي تعكس تمسكًا بموقف صارم تجاه استعادة القرم، مما قد يعقد جهود الوساطة الدولية. في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وبعض الحلفاء الأوروبيين إلى إيجاد تسوية تنهي الحرب، فإن إصرار كييف على استعادة القرم قد يُنظر إليه كعقبة أمام التوصل إلى اتفاق .
الواقع الميداني يفرض كلمته
رغم كثافة التصريحات السياسية والضغوط الدبلوماسية، فإن كلمة الفصل في المفاوضات لا تزال تُكتب على الأرض.
الواقع الميداني، بكل ما يحمله من تقدم وتراجع وتوازن قوى، هو العامل الحاسم في تحديد شروط التسوية.
فأوكرانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الغربي، تعلم أن أي تنازل سياسي دون مكاسب ميدانية سيُفسر داخليًا كاستسلام، بينما روسيا تراهن على طول أمد الحرب لإنهاك خصومها وتعزيز موقفها التفاوضي.
وبالتالي، فإن أي تغيير في الخريطة العسكرية – سواء لصالح أوكرانيا أو روسيا – سيكون له انعكاس مباشر على شكل وطبيعة المفاوضات المقبلة.
الضغوط الأمريكية وتوقعات المستقبل
الولايات المتحدة، التي تعتبر الداعم الرئيسي لأوكرانيا، قد تجد نفسها في موقف صعب إذا استمرت كييف في رفض تقديم تنازلات. مع تغير الإدارة الأمريكية وعودة دونالد ترامب إلى السلطة، هناك مؤشرات على أن واشنطن قد تضغط بشكل أكبر على زيلينسكي لتبني موقف أكثر مرونة .
احتمالية تغيير القيادة الأوكرانية
في ظل هذه الضغوط، يُطرح تساؤل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تسعى إلى دعم قيادة أوكرانية جديدة تكون أكثر استعدادًا للتفاوض. ومع ذلك، فإن مثل هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة، بما في ذلك زعزعة الاستقرار الداخلي في أوكرانيا وفقدان الثقة في الدعم الغربي.
تخبط أوروبي بعد عودة ترامب
التحول الدراماتيكي في السياسة الأمريكية بعد عودة دونالد ترامب إلى السلطة أربك الحلفاء الأوروبيين بشدة.
فبينما كانت أوروبا تراهن على دعم أمريكي ثابت لأوكرانيا، جاء ترامب بخطاب مغاير، يُظهر تململاً واضحًا من استمرار الإنفاق على الحرب، ويفتح الباب أمام تسويات أكثر قربًا للموقف الروسي.
هذا التبدل الأمريكي لم يكن متوقعًا بهذا الشكل الحاد، وترك الأوروبيين أمام معضلة حقيقية:
كيف يحافظون على دعمهم لأوكرانيا دون الغطاء الأمريكي؟
وهل يمكن لأوروبا أن تتحمل كلفة استمرار الحرب سياسياً واقتصادياً بمفردها؟
هذا التذبذب دفع بعض الأطراف الأوروبية إلى البحث عن صيغ وسط، وأثار مخاوف من أن تجد كييف نفسها قريبًا وحيدة على طاولة تفاوض لا تمسك بأوراق كافية.