دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة ألقاها أمام المجلس الأوروبي الخميس، إلى إصدار موقف سياسي واضح يعكس التزام بروكسل بمسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، في ظل استمرار الحرب الطاحنة التي تخوضها بلاده ضد روسيا. وطالب زيلينسكي القادة الأوروبيين بعدم الاكتفاء بالدعم الرمزي، بل المضي في خطوات عملية تؤكد أن أوكرانيا جزء من المشروع الأوروبي، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها.
تشديد على المسار الأوروبي ووعود الانضمام
في خطابه المصوّر، شدد زيلينسكي على أهمية أن تتلقى كييف ما وصفه بـ”رسالة سياسية واضحة”، تفيد بأن أوروبا لا تزال ملتزمة بوعودها تجاه أوكرانيا. وأوضح أن ذلك يحمل أهمية رمزية وعملية كبرى في وقت تواجه فيه بلاده معارك ضارية على الجبهات، مؤكداً أن “أوكرانيا تسير بثبات على المسار الأوروبي”، ولا يمكنها الاستمرار دون غطاء سياسي من الاتحاد.
هذا النداء يأتي في لحظة حساسة تشهد فيها العلاقات الأوروبية الأوكرانية تباينات بين الدعم السياسي العلني، والقيود الواقعية التي تفرضها بعض العواصم الأوروبية المترددة في المضي نحو مسار العضوية الكاملة.
دعوة لضرب العائدات الروسية وتقييد أسعار النفط
إلى جانب مطالبه السياسية، كرر زيلينسكي دعوته إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية صارمة ضد روسيا، داعيًا القادة الأوروبيين إلى تحديد سقف لسعر النفط الروسي لا يتجاوز 30 دولارًا للبرميل. واعتبر أن هذا الإجراء سيكون بمثابة خطوة ضرورية على طريق إرساء “سلام حقيقي ودائم”، من خلال تقليص الموارد المالية التي تموّل المجهود الحربي الروسي.
ويرى زيلينسكي أن العقوبات الحالية لا تزال دون المستوى المطلوب، ما يتيح لموسكو مواصلة عملياتها العسكرية، في ظل تدفقات مالية مستمرة من صادرات الطاقة.
اعتراض مجري يهدد الإجماع الأوروبي
رغم الدعوات المتكررة من كييف، اصطدمت جهود الانضمام بموقف صريح أعلنه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي أكد في تصريحات الخميس أن الاتحاد الأوروبي “لن يتمكن من الوصول إلى موقف موحد بشأن عضوية أوكرانيا”، بسبب رفض بودابست لهذا المسار.
ويمثل الموقف المجري تحديًا جديدًا لوحدة الصف الأوروبي في ما يتعلق بالملف الأوكراني، ويكشف عمق الانقسامات بين دول تدعو للتوسّع السريع شرقًا كوسيلة لاحتواء روسيا، وأخرى تخشى من تداعيات سياسية واقتصادية لمثل هذا القرار.