اختتمت سلطنة عُمان، مهمة «الدقم-2» من سلسلة مهمات “الدقم” الفضائية، في تجربة مثّلت خطوة مهمة على طريق ترسيخ موقع السلطنة في قطاع الفضاء، رغم توقف إطلاق المركبة الفضائية التجريبية «كيا-1» التابعة لشركة “ستيلار كينتكس” بسبب مشكلة فنية طرأت في اللحظات الأخيرة.
بروتوكولات أمان دقيقة وتعامل احترافي
كان من المقرر أن يتم الإطلاق من ميناء “إطلاق” الفضائي بمحافظة الوسطى، غير أن الفريق الفني أوقف العملية خلال المرحلة النهائية من الاستعدادات، بعد رصد خلل في المشغلات الموجودة على متن المركبة.
وبحسب بيان رسمي، فعّل الفريق بروتوكولات السلامة على الفور، وتم تفريغ المواد الدافعة من المركبة وتأمين الموقع بشكل كامل، في خطوة اعتُبرت دليلاً على الجاهزية العالية والبنية التحتية الآمنة في موقع الإطلاق.
تدريب عماني وتطوير لوجستي وتقني
المهمة، التي وُصفت بأنها “ناجحة تشغيليًا”، ساهمت في رفع مهارات الكوادر العُمانية في عدة مجالات، منها التعامل مع السوائل الكريوجينية، وإنشاء أنظمة الطاقة، وبناء البنية التحتية لمنصات الإطلاقة، وكذلك تقديم الدعم الفني للشركات المشغلة.
كما أتاح المشروع لشركة “إطلاق” اكتساب رؤى فنية ولوجستية مهمة، عززت من قدراتها كمشغّل إقليمي موثوق لمنصات الإطلاق الفضائي.
تصريحات رسمية: نجاح جزئي ودروس مستقبلية
الرئيس التنفيذي لميناء “إطلاق” الفضائي، عزّان بن قيس آل سعيد، أكد أن مهمة “الدقم-2” حققت عدة أهداف، من بينها تصميم البنية الأرضية للمهمات الفضائية، وبناء مستودعات تجميع المركبات، وتطوير عمليات التحكم والإعداد.
وأشار إلى أن توقف الإطلاق كان قرارًا مدروسًا يعكس “الدقة والعناية” المطلوبتين في هذا القطاع، مشيدًا بتعاون الشركاء المحليين والدوليين في منح السلامة الأولوية القصوى.
المركبة “كيا-1”: جاهزية تقنية رغم التوقف
خضعت المركبة “كيا-1” خلال أسبوعين من التحضيرات إلى:
عمليات دمج للحمولتين التجريبيتين
اختبارات دقيقة للأنظمة الإلكترونية
تعبئة خزانات الوقود
وتم تصميم المركبة لاختبار أنظمة من الفئة المدارية، مثل فصل المراحل وأنظمة التوجيه والملاحة، بما ينسجم مع بيئة صيف الخليج القاسية وجداول زمنية ضاغطة.
ختام المهمة.. وخطوة جديدة في خارطة الفضاء العربية
رغم عدم انطلاق “كيا-1″، إلا أن تجربة “الدقم-2” رسّخت موقع سلطنة عُمان كوجهة صاعدة في مشهد الفضاء العربي، معززة قدرات كوادرها وشراكاتها التقنية، وممهدة الطريق لمهام قادمة من المرجح أن تحمل أولى الانطلاقات شبه المدارية من ميناء “إطلاق” الفضائي إلى الفضاء.