أثارت حادثة القبض على الفنانة الكويتية شجون الهاجري يوم الجمعة 20 يونيو 2025، موجة عارمة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط الفنية. جاء ذلك بعد أن نشرت وزارة الداخلية الكويتية صورتها في بيان رسمي يخص ضبط مواد مخدرة بحوزتها، وهو ما سلط الضوء مجددًا على سلسلة الأزمات التي عصفت بحياة شجون الهاجري منذ بداية دخولها الوسط الفني. هذه الأزمة الأخيرة لم تكن الأولى، بل هي حلقة في مسلسل من التحديات الصعبة التي واجهتها الفنانة.
أزمة القبض الأخيرة: تفاصيل صادمة وردود فعل متباينة
فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس ببيان وزارة الداخلية الكويتية حول القبض على سيدة بحوزتها مواد مخدرة. ورغم عدم ذكر اسم الفنانة صراحة في البيان، إلا أن الصورة المصاحبة له كانت صادمة للجميع، حيث ظهرت فيها شجون الهاجري مقيدة اليدين وأمامها المضبوطات، وهو ما شكل تأكيدًا لا لبس فيه لهويتها.
أوضحت الوزارة في بيانها أنه تم ضبطها في أحد المواقع السكنية بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية بقصد التعاطي، مع إحالتها إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية ضدها. هذه الأزمة أثارت موجة شديدة من الجدل؛ فقد شن بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي هجومًا عليها، وانضمت إليهم الإعلامية الكويتية مي العيدان. في المقابل، تسببت صورتها في غضب الكثير من نجوم الخليج الذين طالبوا بوقف تداولها موجهين لها العديد من رسائل الدعم والتضامن، وكان من بينهم صديقاتها ليلى عبدالله، فاطمة الصفي، العنود بدر، وريم أرحمة.
طفولة قاسية: حقيقة التبني تُصدم شجون الهاجري
بعيدًا عن الحادثة الأخيرة، لم تعش شجون الهاجري حياة سهلة. فقد بدأت مشوارها الفني منذ الطفولة، لكنها تعرضت لتجارب قاسية وصراعات عديدة، أبرزها اكتشافها أنها طفلة متبناة حين بلغت الثالثة عشرة من عمرها. في لقاءات إعلامية سابقة، أوضحت شجون الهاجري أن العائلة التي ربتها أخبرتها في ذلك السن أنها ليست ابنتهم البيولوجية، وأنها من أبناء دار الرعاية وقد تبنوها ورعوها منذ الطفولة.
رغم صدمة المعلومة، إلا أن شجون الهاجري قررت أن تتقبل ماضيها بشجاعة، بل وتحدثت عنه لاحقًا بكل وضوح وشفافية أمام الجمهور. أكدت أنها لا تحمل الغضب تجاه والدتها البيولوجية، بل دعت لها بالمغفرة خاصة أنها لا تعلم سبب التخلي عنها، مؤكدة أن تلك إرادة الله لها لكي تكون أقوى. وأوضحت أنها احتفظت بهذا السر لسنوات طويلة قبل أن تقرر التحدث عنه علنًا، مشددة على أن الأسرة التي تبنتها لم تقصر معها في شيء، وتفتخر بهم دائمًا، مشيرة إلى أنها تعتبر السيدة التي ربتها والدتها الحقيقية.
صراع مع الاكتئاب وتحديات مالية
خلال لقاء لها في برنامج “مع حمد قصص”، كشفت الفنانة شجون الهاجري عن معاناتها مع الاكتئاب وتأثير الأمر عليها، خاصة مع الشهرة التي عاشتها منذ الطفولة والانتقادات القاسية التي توجه لها من حين لآخر. اعترفت شجون الهاجري بأنها سافرت للعلاج خارج الكويت، واستطاعت من خلال جلساتها مع الطبيب تقبل ذاتها ومخاوفها، موضحة أن تلك الفترة كانت صعبة للغاية قائلة: “كنت أضحك على المسرح، وأبكي في الكواليس… كنت أعيش بشخصيتين، شجون النجمة وشجون المكسورة.”
أوضحت أن تلك الفترة شكلت نقطة تحول في حياتها حين قررت اللجوء إلى العلاج النفسي والخضوع لجلسات مع أطباء مختصين، مؤكدة: “الاكتئاب مو ضعف… الاكتئاب مرض لازم نعالجه، ونفهمه، مو نكابر ونتخبّى وراه.” كما تحدثت بصراحة عن أخطائها المالية خلال مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنها فرطت في العديد من الفرص التي كان من الممكن أن تضمن لها استقرارًا ماديًا على المدى البعيد. وأوضحت أنها اتخذت قرارًا جادًا بالبدء من جديد في مجال ريادة الأعمال، إلا أن ذلك جاء بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا.
انفصال وطلاق: محطات عاطفية متقلبة
من المحطات البارزة في الحياة العاطفية للفنانة شجون الهاجري طلاقها المتكرر، أبرزها طلاقها الثاني من زوجها ومدير أعمالها أحمد البريكي عام 2014، عقب عودة قصيرة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية. رغم ما بدا من انسجام وحب بينهما، أعلنت شجون انفصالها بهدوء دون الخوض في التفاصيل، مكتفية بالتصريح بأنها قررت التركيز على مسيرتها الفنية. لكنها عادت لاحقًا لتكشف السبب الحقيقي وراء الطلاق، موضحة أن الصدمة الكبرى كانت في اكتشافها وجود زوجة ثانية لزوجها دون علمها، وهو ما شكل جرحًا عاطفيًا عميقًا وأدى إلى نهاية العلاقة بشكل نهائي.