في خطوة تعكس تنامي العلاقات بين الخليج وجنوب شرق آسيا، عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظراؤهم من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اجتماعًا وزاريًا مشتركًا في العاصمة الماليزية كوالالمبور، ناقشوا خلاله تنفيذ إطار التعاون الثنائي للفترة 2024 – 2028.
يعد هذا الإطار وثيقة استراتيجية وخارطة طريق لتعميق التعاون السياسي والاقتصادي بين التكتلين، تم اعتمادها لأول مرة خلال القمة الأولى لقادة الجانبين التي عُقدت في الرياض عام 2023.
نقطة انطلاق جديدة نحو شراكة شاملة
وقال وزير الخارجية الكويتي، عبدالله اليحيا، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري: “هذا الإطار يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو تعاون شامل يراعي مصالح شعوبنا ويعزز استقرارنا الإقليمي المشترك.”.
ويشمل إطار التعاون مجالات متعددة، أبرزها: الأمن، والسياسة، والتجارة، والطاقة، والأمن الغذائي، والتعليم، والثقافة، والصحة العامة، وهو ما يُترجم التفاهم السياسي إلى مبادرات تنموية ملموسة.
من الحوار السياسي إلى المشاريع التنموية
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الفلبيني، إنريكي منالو، الذي شارك في رئاسة الاجتماع: “المرحلة المقبلة ستشهد تحوّلاً في مستوى الشراكة بين آسيان ومجلس التعاون، من الحوار السياسي إلى تنفيذ مشاريع تنموية ملموسة.”
كما دعا الجانبان في بيان مشترك إلى ضرورة التوصل إلى حل سلمي للصراع في الشرق الأوسط، مؤكدين دعمهم الكامل لمبدأ حل الدولتين كخيار عادل ودائم يحقق الاستقرار والأمن للمنطقة.
نموذج في التكامل الإقليمي
شارك في الاجتماع الدكتور كو كيم هورن، الأمين العام لرابطة آسيان، الذي وصف التعاون مع مجلس التعاون الخليجي بأنه يمثل نموذجًا دوليًا في العلاقات الإقليمية الناجحة: “الروابط بين الآسيان والخليج أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به في التكامل الإقليمي والشراكة العابرة للقارات”، بحسب تعبيره.
يأتي هذا الاجتماع ضمن فعاليات القمة الـ46 لرابطة آسيان، التي تستضيفها كوالالمبور خلال الفترة من 25 إلى 27 مايو الجاري، وتشمل قممًا أخرى تجمع قادة آسيان مع شركائهم، من بينهم مجلس التعاون الخليجي والصين.