في تطور خطير على جبهة التصعيد بين جماعة الحوثي وإسرائيل، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن رصد واعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، كان في طريقه نحو مطار بن غوريون الدولي. الحادث تسبب في توقف مؤقت لحركة الطيران وإطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق حساسة، ما يكشف عن تحول نوعي في مسار الصراع الإقليمي وانكشاف هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ضربة من السماء: صاروخ يمني يعطل مطار تل أبيب
أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الأحد 1 يونيو/حزيران 2025، عن اعتراض صاروخ تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مطار بن غوريون، الذي يُعد البوابة الجوية الرئيسية لإسرائيل.
ورغم أن المنظومات الدفاعية تمكنت من اعتراض الصاروخ قبل وصوله لهدفه، إلا أن الحادث أدى إلى توقف مؤقت في حركة الطيران، وتفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب وغرب القدس.
الجبهة الداخلية تتصدع: صفارات إنذار وهلع واسع
بحسب ما ذكرته ما تُعرف بـ”الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، فقد دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة، شملت تل أبيب الكبرى، ومناطق في القدس الغربية، ما دفع السكان إلى التوجه للملاجئ، وأثار موجة من الذعر، خاصة مع تكرار الهجمات القادمة من مسافات بعيدة.
الشرطة الإسرائيلية أعلنت عن حملة تمشيط واسعة في المناطق المستهدفة تحسباً لوجود شظايا أو تهديدات أخرى، خاصة في تل أبيب والوسط والقدس.
منظومة “ثاد” الأميركية في الواجهة: من اعترض الصاروخ؟
في سابقة لافتة، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن التقديرات الأولية تشير إلى أن منظومة الدفاع الأميركية “ثاد” هي التي اعترضت الصاروخ. هذه المعلومات، وإن لم تُؤكد رسمياً من تل أبيب، تسلط الضوء على مدى اعتماد إسرائيل المتزايد على الدعم الأميركي لحماية جبهتها الداخلية من الصواريخ بعيدة المدى.
سارعت جماعة الحوثي في اليمن إلى تبني الهجوم، معتبرة أنه “رد مشروع” على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. الجماعة أكدت أن عملياتها الصاروخية ضد إسرائيل “لن تتوقف ما دامت حرب الإبادة مستمرة على القطاع”، في تهديد مباشر باستمرار التصعيد.
هذا الهجوم يأتي بعد أيام فقط من صاروخ حوثي سابق تسبب في حالة من الهلع في عمق إسرائيل، ليعكس قدرة الحوثيين على التأثير خارج نطاقهم الجغرافي التقليدي.
إسرائيل ترد: غارات على صنعاء واستهداف البنية التحتية
رداً على تصاعد الهجمات من اليمن، كانت إسرائيل قد شنت غارات جوية في وقت سابق، تحديداً في 6 مايو/أيار، استهدفت مطار صنعاء وألحقت به أضراراً كبيرة، وأسفرت عن سقوط عدد من المدنيين. هذه الضربات أثارت موجة تنديد دولي، خاصة مع استهداف منشآت مدنية.
رسائل الصاروخ: ما وراء التصعيد؟
الرسالة الأهم من هذا الهجوم الصاروخي، تكمن في قدرة جماعة الحوثي على الوصول إلى عمق إسرائيل، رغم المسافة الجغرافية الكبيرة، ما يشير إلى تطور في القدرات الصاروخية للجماعة والدعم الإقليمي الذي تحظى به.
الرسالة الثانية، هي أن إسرائيل باتت تواجه جبهات متعددة في وقت واحد: من غزة ولبنان وسوريا، وصولاً إلى اليمن، ما يفرض تحديات استراتيجية جديدة على قيادتها العسكرية والسياسية.
صراع مفتوح وجبهات ملتهب
تؤكد هذه التطورات أن الصراع في المنطقة دخل مرحلة جديدة، تتجاوز المواجهات التقليدية إلى ضربات استراتيجية تطال العمق الإسرائيلي. وبينما تتوعد إسرائيل بالرد، تصر جماعة الحوثي على المضي في التصعيد. وبين الطرفين، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة إلى حرب إقليمية أوسع.