أثارت مشاهد مصورة تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فجر الاثنين حالة من القلق في الكويت، بعدما أظهرت أجساماً مضيئة تشق السماء بسرعة خاطفة، قال ناشطون إنها صواريخ، شوهدت بالقرب من منطقة أبراج الكويت الشهيرة.
مع انتشار الفيديوهات، تسارعت التكهّنات حول اقتراب الخطر من الأراضي الكويتية في ظل التصعيد الإقليمي الخطير بين إيران وإسرائيل.
الجيش الكويتي يرد بسرعة: لا خطر على الأجواء الوطنية
وفي رد سريع لطمأنة المواطنين، أصدرت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي بياناً توضيحياً عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، جاء فيه أن “الصواريخ الباليستية التي ظهرت في المقاطع المتداولة كانت في نطاقات جوية مرتفعة للغاية وخارج المجال الجوي الكويتي تماماً”.
وأكد البيان أن هذه الصواريخ “لا تشكل أي تهديد على الأراضي الكويتية”، داعياً الجميع إلى عدم الانسياق خلف الشائعات أو التهويل غير المبني على معلومات رسمية.
التصعيد الإيراني الإسرائيلي يتجاوز الحدود
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق تشهده المنطقة، حيث يتواصل تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع على التوالي.
وتسببت الغارات الإسرائيلية الأخيرة في استهداف منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل إيران، إلى جانب اغتيال عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، مما دفع طهران للرد بإطلاق صواريخ باليستية استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية ومحيطها.
وتشير التحليلات العسكرية إلى أن بعض هذه الصواريخ، ومن بينها تلك التي ظهرت في سماء الكويت، قد عبرت المجال الجوي الإقليمي على ارتفاعات عالية جداً، دون أن تهبط داخل أراضي أي دولة خليجية.
قلق شعبي ورسائل طمأنة
رغم تطمينات الجيش، لا تزال المشاهد المتداولة تثير قلقاً في أوساط المواطنين الكويتيين، الذين عبّر كثير منهم عن مخاوفهم من تداعيات التصعيد الحالي، لا سيما مع اقتراب العمليات العسكرية من الأجواء الخليجية.
ويحذر مراقبون من احتمال اتساع رقعة الصراع، مما قد يزيد من المخاطر الأمنية على دول المنطقة، ويؤكدون على أهمية التنسيق العسكري والاستخباراتي بين دول الخليج لرصد أي تهديدات محتملة.
دعوات للتهدئة واحتواء الأزمة
في ضوء التصعيد المتسارع، تتواصل الدعوات الدولية والإقليمية لضبط النفس وتغليب لغة الدبلوماسية. وقد أبدت عدة عواصم خليجية، بينها الكويت، قلقها العميق من الانزلاق نحو حرب شاملة في المنطقة، مطالبة بضرورة وقف العمليات العسكرية فوراً والعودة إلى طاولة الحوار.
لا تهديد مباشر.. لكن الحذر واجب
رغم أن الصواريخ التي ظهرت في سماء الكويت لم تشكل تهديداً مباشراً بحسب تأكيدات الجيش، فإن الواقعة تعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة ومدى تأثر الدول المجاورة بالصراعات الدائرة.
وبينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، تبقى أعين الشعوب والقيادات مفتوحة على سماء مشحونة بالقلق والاحتمالات.