تعرضت قاعدة كركوك الجوية، شمال العراق، مساء الاثنين، لهجوم صاروخي عنيف أسفر عن إصابة عنصرين أمنيين بجروح طفيفة، وفق ما أفادت به مصادر أمنية وإعلامية رسمية، وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي في محافظة تشتهر بثروتها النفطية وتنوعها السكاني الحساس.
استهداف مباشر للقاعدة.. وإصابة مدنيين في حي العروبة
بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية عن مصدر أمني، فإن القاعدة الجوية الواقعة في كركوك تعرضت لقصف بصاروخين من نوع “كاتيوشا”، سقط أحدهما بين المدرجين الأول والثاني داخل القاعدة، دون أن يُحدث أضراراً بشرية أو مادية كبيرة.
وفي تصعيد إضافي، سقط صاروخ ثالث على منزل في حي العروبة السكني، ما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد الأمن، وأثار فزعاً بين السكان المدنيين.
صمت الجهة المنفذة.. والتحقيقات مستمرة
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وهو ما زاد من الغموض الذي يكتنف الحادث.
المسؤولون الأمنيون أشاروا إلى أن تحقيقاً عاجلاً فتحته السلطات العراقية للكشف عن الجهة المنفذة، لا سيما في ظل حساسية الموقع المستهدف الذي يضم تشكيلات من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وفصائل من قوات “الحشد الشعبي”.
مطار كركوك المدني: الحركة الجوية لم تتأثر
وفي محاولة لطمأنة المسافرين والرأي العام، أصدرت إدارة مطار كركوك الدولي بياناً أكدت فيه أن المرافق المدنية في المطار لم تتعرض لأي أضرار أو اضطرابات، مشيرة إلى أن جميع الرحلات تسير وفق جدولها المعتاد، وأن المدرجات والبنى التحتية التشغيلية آمنة تماماً.
ورغم أن العراق يشهد منذ سنوات حالة من الاستقرار الأمني النسبي بعد عقود من الحروب والاضطرابات، إلا أن بعض المحافظات، وخاصة تلك الغنية بالنفط أو التي تضم وجوداً عسكرياً متنوعاً، تظل عرضة لهجمات متفرقة تنفذها مجموعات مسلحة مجهولة أو تنشط فيها جماعات غير منضبطة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام فقط من هجمات بطائرات مسيرة استهدفت قواعد عسكرية في بغداد والناصرية، عشية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما يطرح تساؤلات حول التوقيت والدلالات السياسية والعسكرية للهجوم الأخير في كركوك.
تساؤلات حول التصعيد: هل العراق ساحة صراع بالوكالة؟
يرى مراقبون أن تصاعد وتيرة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة في العراق، دون إعلان أي جهة المسؤولية، يعكس خطورة تحوّل الأراضي العراقية إلى ساحة صراع غير مباشر بين أطراف إقليمية.
ويحذر آخرون من أن هذا النمط من التصعيد يهدد بإعادة البلاد إلى أجواء التوتر الأمني إذا لم يتم احتواؤه سريعاً وتقديم الفاعلين إلى العدالة.
الهجوم الصاروخي على قاعدة كركوك يعيد إلى الواجهة المخاوف من هشاشة الوضع الأمني في مناطق محددة من العراق، رغم التحسن العام في المشهد الوطني.
ومع فتح الحكومة العراقية لتحقيق رسمي، تبقى الأنظار معلقة على نتائج التحقيقات ومدى قدرة السلطات على فرض هيبة الدولة ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً.