شهدت العاصمة الأردنية عمّان لقاءً سياسياً بارزاً جمع وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر والبحرين، ضمن تحرّك دبلوماسي عربي إسلامي مشترك لدعم القضية الفلسطينية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية.
السعودية: الاعتراف بدولة فلسطين ليس خياراً بل ضرورة
في تصريحات قوية، شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على أن مواقف أوروبا تجاه إسرائيل لم تعد كافية، مؤكداً أن “من يرى أن حل الدولتين هو الخيار، عليه الاعتراف بدولة فلسطين فوراً”.
وأضاف أن الحرب يجب أن تتوقف، مشيراً إلى أن تقويض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يهدد أي جهود حقيقية نحو السلام.
إسرائيل تمنع.. والرفض يعكس التطرف
الاجتماع الذي كان من المقرر أن يُستكمل بزيارة رسمية إلى رام الله، تعرقل بفعل رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للوفد الوزاري العربي بعبور أجواء الضفة الغربية.
هذا الرفض، بحسب الوزير السعودي، يُظهر تطرف الحكومة الإسرائيلية ورفضها لكل جهود السلام.
وشدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بدوره على ضرورة تحرك المجتمع الدولي نحو خطوات عملية لحل الدولتين، واعتبر منع الوفد من دخول رام الله دليلاً على غطرسة إسرائيل وعدم احترامها للقانون الدولي، قائلاً: “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تقتل الأطفال، هي ذاتها التي منعت زيارة الوفد”.
مصر: لا شريك حقيقياً للسلام في إسرائيل
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وصف موقف تل أبيب بأنه يُعبّر عن غطرسة متطرفة وغياب لأي نية للسلام. وأكد أن الدول العربية لن تتراجع في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين، بل ستواجهها بكل قوة وصلابة.
جاء الاجتماع في إطار عمل اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن غزة، والتي تهدف إلى تنسيق المواقف العربية وتكثيف الضغوط الدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي ودعم الحقوق الفلسطينية.
من قاعة عمّان إلى منابر العالم.. هل تتحرك أوروبا؟
رغم وضوح الرسائل السياسية والدبلوماسية التي خرج بها وزراء الخارجية العرب، يبقى السؤال الأهم: هل ستترجم أوروبا مواقفها إلى خطوات عملية؟
الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد مجرد ورقة تفاوضية، بل تحول إلى معيار لمصداقية المواقف الدولية تجاه العدالة وحقوق الشعوب المحتلة.