تعجّلت حركة حماس في بث صور الأسرى الاسرائيليين وهم يشاهدون من داخل سيارة تتبع لكتائب القسام وبشكل مباشر يوم السبت الماضي 22.2.2025 ، زملائهم الأسرى الاسرائيليين المفرج عنهم ..
إسرائيل كانت تنتظر أي ذريعة وأي مبرر لعدم استكمال الافراج عن الأسرى الفلسطينيين ، توطئةً لاستخدام ذلك في ابتزازات تفاوضية جديدة لمراحل قادمة من الصفقة ،لا سيما وأنها تدرك أن الدفعة الاخيرة من الاسرى الاحياء الذين أفرجت عنهم حركة حماس لن يتلوها أية دفعة أسرى أحياء في المرحلة الأولى ، وما تبقى من دفعات هذه المرحلة ليس سوى أربعة أموات ، وهؤلاء كونهم أموات ، لا ضير لدى إسرائيل إرجاء استعادتهم لطالما بالامكان أن يسمح ذلك بتغيير قواعد اللعبة مع حركة حماس للمرحلة الثانية ، وتمديد المرحلة الأولى بشأن الافراج عن باقي الأسرى ، بهدف الوصول لمرحلة تفاوضية سياسية بامتياز دون اي ضغوط من طرف حماس ، تستطيع من خلالها إسرائيل فرض شروط سياسية حول نزع السلاح والحكم في قطاع غزة دون اي ضغوطات من حركة حماس باستخدامها ورقة الأسرى الذي سيكون قد تم اطلاق سراحهم في خطوة تسبق خطوة مفاوضات المرحلة الثانية “السياسية بامتياز” .
متى تنتهي اتفاقات وتفاهمات تسليم الأسرى؟
إسرائيل تتذاكى كثيراً في هذه الأيام ، ويعتقد نتنياهو أن بإمكانه التغرير بالجميع ، و الابتزاز السياسي وقتما شاء نتيجة ذريعة هنا أو مبرر هناك رغم تأكّده أن حركة حماس من جانبها تعي ذلك جيداً ، فحتى لو وافقت حماس على هذا التقديم للمرحلة الثانية والتمديد للمرحلة الأولى ، فهي لن تجعل هذه المفاوضات مقتصرة على موضوع الإسرى فحسب ، بل يجب أن يتضمن هذه المفاوضات موضوعي إنهاء الحرب و الانسحاب الاسرائيلي الكامل من قطاع غزة ، ودون ذلك لا ذهاب للمفاوضات المتعلقة بأسرى المرحلة الثانية.
حركة حماس من جانبها عليها أن تضع بعين الاعتبار وبشكل دائم في سلوكها السياسي ان إسرائيل بصلفها المعهود لا تحترم اي اتفاق توقعه مع اي طرف ولا تحترم اي وسيط ، والأهم أن الوسيط الضامن الامريكي لا يعترض مطلقاً على أي قرار تتخذه حكومة إسرائيل حتى ولو كان ذلك يشكل اهانة لأمريكا وسمعتها ، فالادارة الامريكية الراهنة بكل مكوناتها هي ادارة صهيونية بامتياز تقف على يمين حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل ويطلقون الكثير من التصريحات والمواقف التي تصعق حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل من هول تطرفها وفي بعض الأحيان تشكل لهم احراجاً سياسياً كبيراً ، وعملياً .. هذه الادارة الامريكية وتحديداً بالموضوع المتعلق بقطاع غزة ، ظهروا لحتى الان على شكل ماكنة بصم واعتماد لاي قرار تتخذه حكومة نتنياهو في اطار اللعبة المعروفة … تبادل الأدوار .
في ظل هذا الوضع .. أعتقد أنه قد حان الوقت لان تضع حماس مشروع المرحلة الثانية المتعلق بالافراج عمّن تبقى من أسرى لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والانسحاب من قطاع غزة ومناقشة مستقبل حكم قطاع غزة ، في اطار واحد ، وان تضع كل هذا المشروع برمته في حجر القمة العربية القادمة المزمع عقدها في الرابع من مارس القادم ، والتفاوض مع الاسرائيلي والامريكي (بصفتهما طرف واحد ) على كل ذلك في اطار الخطة العربية التي سيقدمها العرب لادارة ترامب لاحقاً .
مقترح من هذا النوع ، يضع الامر في نطاقه وسياقه الصحيح ، و يُكسِب حماس هامش كبير من المناورة في اطار شرعي فلسطيني وعربي تستطيع من خلاله الحصول على ضمانات قد تحتاجها ويحتاجها الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة.