في مشهد مهيب يملؤه الإيمان والخشوع، يواصل حجاج بيت الله الحرام التوافد إلى صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، في يوم تتنزل فيه الرحمة وتُغفر فيه الذنوب.
ركن الحج الأعظم.. مشهد لا يُنسى في يوم عرفة
منذ فجر اليوم الخميس، الموافق 5 يونيو/حزيران 2025، بدأ حجاج بيت الله الحرام بالوصول إلى صعيد عرفات بعد أن باتوا ليلتهم في مشعر منى بيوم التروية، إيذانا ببدء مناسك الحج لهذا العام (1446هـ).
ويُعد الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج، حيث يمكث الحجيج في عرفات من زوال الشمس حتى غروبها، متضرعين بالدعاء والاستغفار، ومستمعين إلى خطبة يوم عرفة قبل أداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا كما ورد في السنة النبوية.
أعداد متزايدة وإقبال عالمي
وبحسب السلطات السعودية، فقد بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة حتى الآن نحو 1.5 مليون حاج، يمثلون مختلف الجنسيات والبلدان، في مشهد عالمي يعكس وحدة المسلمين وتلاحمهم.
ويُذكر أن العام الماضي (1445هـ/2024) شهد مشاركة مليون و833 ألفا و164 حاجًّا، بينهم أكثر من 220 ألفا من داخل المملكة، وقدم حجاج الخارج من أكثر من 200 دولة، وفقًا لتصريحات وزير الحج السعودي توفيق الربيعة.
جاهزية سعودية وإجراءات احترازية مشددة
وكانت المملكة قد أعلنت عن تجنيد أكثر من 250 ألف موظف ضمن خطة موسعة تشارك فيها أكثر من 40 جهة حكومية.
وتم اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية لمواجهة موجات الحر المحتملة، من بينها زيادة المساحات المظللة بما يقارب 50 ألف متر مربع، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد متنقلة، وانتشار آلاف من الكوادر الطبية في مختلف المشاعر.
من عرفة إلى مزدلفة.. تتابع الشعائر في نسق روحاني
مع غروب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج النفرة إلى مزدلفة التي تبعد نحو 9 كيلومترات، حيث سيبيتون هناك ويجمعون الجمرات استعدادًا ليوم النحر.
ويقع صعيد عرفات على بُعد 15 كيلومترًا شرقي مشعر منى، ويُعد الوقوف فيه محطة مركزية ضمن مناسك الحج، تتجلى فيها مظاهر الخشوع والتضرع والدعاء.
عرفة.. يوم تتنزل فيه الرحمة
يُعد يوم عرفة من أعظم أيام الله، فقد ورد في الحديث الشريف: “الحج عرفة”. وفيه تُعتق الرقاب من النار وتُستجاب الدعوات، ويتجلى فيه معنى التوبة والرجوع إلى الله، في أكبر تجمع سنوي للمسلمين على وجه الأرض.