في مشهد غير معتاد لم يشهده السكندريون منذ سنوات، استيقظت محافظة الإسكندرية فجر اليوم السبت على وقع عاصفة رعدية عنيفة، ضربت المدينة الساحلية وتسببت في أضرار مادية متفرقة، دون تسجيل خسائر في الأرواح حتى الآن.
الطقس العنيف صاحبته أمطار غزيرة، رياح قوية بلغت سرعتها 50 كم/ساعة، وأصوات رعد وبرق متواصلة، ما تسبب في حالة من الذعر بين المواطنين، خاصة مع انتشار صور ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل تُظهر دماراً جزئياً في بعض الشوارع.
أضرار مادية وسقوط لافتات
انتشرت عبر «فيسبوك» و«إكس» مشاهد توثق الأضرار، منها صور لسيارات محطمة ولافتات إعلانية سقطت وسط الشوارع، فيما تصدر وسم #اسكندرية مواقع التواصل، وسط دعوات للمواطنين بتوخي الحذر والابتعاد عن أعمدة الإنارة والأماكن المفتوحة.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية أكدت أن الحالة الجوية تم التنويه عنها مسبقاً منذ 72 ساعة، مشيرة إلى أن العاصفة الحالية تمثل حالة من “عدم الاستقرار العنيف” في الطقس، تشمل رياح شديدة وأمطار رعدية على شمال البلاد.
وتوقع محمود القياتي، متحدث الهيئة، استمرار سقوط الأمطار اليوم، مع تحسّن تدريجي بدءاً من الغد، وتوقّع ارتفاعاً في درجات الحرارة خلال أيام العيد.
استعدادات مكثفة من الحكومة
في تحرك سريع، وجه محافظ الإسكندرية أحمد خالد برفع درجة الاستعداد القصوى لجميع الأجهزة التنفيذية، مع التأكيد على تواجد فرق الطوارئ ميدانياً لتصريف المياه ومتابعة الموقف لحظة بلحظة.
وفي السياق نفسه، شدد وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار على جاهزية المستشفيات والوحدات الصحية لاستقبال أي طوارئ، فيما أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم الوزارة، عدم تسجيل أي حالات وفاة أو إصابة حتى اللحظة.
فرق إنقاذ وطوارئ في الشوارع
الهلال الأحمر المصري دخل على الخط بإرسال فرق إنقاذ لمساعدة السيارات العالقة، فيما تم نشر سيارات إسعاف إضافية في أماكن التجمعات والمناطق الأكثر تضرراً.
ومن ضمن الإجراءات الاحترازية، قرر محافظ الإسكندرية تأجيل امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة ساعة، لتوفير الوقت للأجهزة المعنية لتأمين الطرق والمدارس، مع توجيه هيئة النقل العام لتوفير أتوبيسات إضافية لنقل الطلاب.
رسالة للمواطنين
دعت الجهات الرسمية المواطنين إلى الابتعاد عن أعمدة الإنارة والمناطق المكشوفة، وعدم النزول إلا للضرورة القصوى، والتواصل مع الخطوط الساخنة في حال الطوارئ.
بين أصوات الرعد وتدفق المياه في الشوارع، تتابع الإسكندرية مواجهة واحدة من أعنف موجات الطقس التي شهدتها في السنوات الأخيرة، وسط استعداد حكومي شامل، وقلق شعبي مشروع.