الجمعة 16 مايو 2025
  • دخول
ميدل إيست بوست
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
    • دولة الإحتلال
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا
No Result
View All Result
ميدل إيست بوست
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا
Home غزة

عام على حرب غزة.. ذكريات تحت الأنقاض

Doc P 480542 638442710031610541

يمر عامٌ كامل على آخر حربٍ هزّت غزة، ولكن الجروح التي خلفتها ليست تلك التي تلتئم مع مرور الوقت. فالحرب، في غزة، لم تكن مجرد أيامٍ من القصف والانفجارات، بل كانت معركة طويلة تستمر حتى اليوم، حيث يقف المواطن الغزي كل صباح أمام مرآة فقدانه للحياة كما عرفها يومًا. إنها قصص الفقدان التي تنزف كل يوم بصمت، بعيدًا عن صخب السياسة.

أصبح الحزن ملامحًا ثابتة على وجوه أهل غزة. الأم التي فقدت ابنها تجد نفسها تجلس على ذات المقعد كل يوم، تنتظر صوت خطواته الذي لن يعود. عينها تنظر إلى الباب، وكأنها تأمل رغم كل شيء في عودة المستحيل. أما الأب الذي رأى منزله ينهار أمام عينيه، فقد فقد الشعور بالأمان الذي لطالما كان يزرعه في نفوس أطفاله. كل يوم، يجلس وحيدًا في مكانه، يتساءل كيف يستطيع أن يبتسم لأطفاله في ظل هذا الألم.

أما الأطفال، فهم القصة الأكثر وجعًا. لا كلمات تكفي لوصف ما يعنيه أن تكبر وأنت تعرف أن العالم ليس كما تخيلته في قصص ما قبل النوم. أحمد، الذي كان يرسم في دفتره طائرات تحلق في السماء، بات يخشى سماع صوت الطائرات الحقيقية، التي تعيد إليه ذكريات تلك الليلة التي فقد فيها صديقه. سارة، التي كانت تحلم أن تصبح معلمة، تجد نفسها اليوم تلعب وسط الأنقاض، تتعلم من الحياة ما لم يكن ينبغي لطفلة في عمرها أن تتعلمه.

الحرب في غزة لم تترك فقط جدرانًا مهدمة، بل تركت فراغًا عميقًا في قلوب الناس. الفراغات التي تخلفها الأرواح التي غادرت لا يمكن أن تُملأ، مهما مر الزمن. عائلات بأكملها تعيش هذا الفراغ كل يوم، عندما يجلسون حول طاولة الطعام التي كانت يومًا مكتظة بالضحكات، وأصبحت اليوم مليئة بالصمت الثقيل. كيف يمكن لوجبةٍ بسيطة أن تكون بهذا الثقل؟ عندما تختفي الأصوات التي كانت تملأ المكان، يصبح الطعام مرًا، وتصبح الأيام متشابهة.

لكن الألم الأكبر قد لا يكون في الفقدان الفوري، بل في المعركة اليومية التي يعيشها المواطن الغزي للبقاء على قيد الحياة. الكهرباء في الماضي قبل 7 من اكتوبر التي كانت رمزًا للحياة الطبيعية، أصبحت حلمًا بعيدًا. العائلات تحسب ساعات اليوم بناءً على جدول الكهرباء، ويفقد الناس قدرتهم على القيام بأبسط الأمور، مثل الطبخ أو غسل الملابس. في كل مرة ينقطع فيها التيار الكهربائي، يشعر الناس وكأن قطعةً أخرى من حياتهم تنقطع معها.

الماء أيضًا لم يعد مجرد مصدر للحياة، بل أصبح معركة يومية. العائلات تقضي ساعات في انتظار المياه، ويبدو أن كل شيء يتباطأ في غزة. حتى أبسط حقوق الحياة أصبحت خاضعة لجدول الانتظار، وكأن الزمن في غزة أصبح يتوقف وينتظر مع كل انقطاعٍ للكهرباء أو الماء.

الفراغات التي خلفتها الحرب ليست فقط في البيوت، بل في النفوس أيضًا. الحياة الاجتماعية التي كانت تشكل جزءًا كبيرًا من حياة الغزيين أصبحت أقل حيوية. الأحاديث عن المستقبل تلاشت، وحلت محلها الأحاديث عن الفقدان والخوف. اللقاءات التي كانت تجمع الجيران والعائلات باتت مليئة بالدموع بدلًا من الضحكات. كلما جلس أحدهم ليروي قصة فقدانه، يجد الآخر نفسه يعيد سرد قصته الخاصة. بات الجميع يحملون عبء فقدانٍ لا يمكن تحمله.

اقرأ أيضا| مفاجآت عام السنوار

كل زاوية في غزة تحمل ذكرى مؤلمة. الزقاق الذي كان يومًا ما مسرحًا لألعاب الأطفال بات شاهدًا على صمتهم. الأماكن التي كانت تعج بالحياة تحولت إلى مقابر للأحلام. في كل مرة يمر أحدهم بجوار مبنى مدمر، يتذكر اللحظات التي كان فيها هذا المكان ينبض بالحياة. حتى الأماكن التي لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب أصبحت تحمل هذا الحزن، وكأن المدينة بأكملها قد شاخت عامًا في ليلة واحدة.

ورغم هذا الألم الكبير، فإن الأمل لا يزال موجودًا، وإن كان مختبئًا في زوايا صغيرة. ربما هو في ابتسامة طفلٍ يلعب على الرغم من الدمار، أو في لحظة دفء تجمع العائلة حول شمعه. غزة، برغم كل شيء، لا تزال تحاول أن تعيش. الغزيون يرفضون الاستسلام، حتى عندما يبدو أن كل شيء يدعو إلى اليأس.

عامٌ بعد الحرب، يبدو أن الخسائر التي عاناها المواطن في غزة تتجاوز كل ما يمكن أن تحمله التقارير أو الإحصاءات. إنها خسائر تتجسد في فقدان الأحلام، واستمرار المعاناة اليومية، والفراغ العاطفي الذي يملأ البيوت والقلوب. ومع ذلك، يظل الأمل موجودًا، رغم خفوته، في قلوب من لم يستسلموا بعد.

لقد مضى عام على الحرب، ولكن الزمن في غزة لا يقاس بالأيام أو الأشهر، بل بالأمل الذي يبقى حيًا في القلوب، وبالقصص التي ترويها العيون المليئة بالحزن. هي قصصٌ عن الفقدان، لكن أيضًا عن البقاء، عن القدرة على الصمود في وجه ما لا يُحتمل. إن كان هناك درسٌ يمكن أن نتعلمه من غزة، فهو أن الحياة تظل دائمًا، بطريقةٍ ما، تستمر.

Tags: رامي مهداوي

محتوى ذو صلة

2023 11 11T184802Z 387364588 RC2174AEDTE3 RTRMADP 3 ISRAEL PALESTINIANS GAZA
غزة

تصعيد دامٍ في غزة وسط تعثر المساعي الدولية وخيارات محدودة أمام الوسطاء

تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، فيما يزداد المشهد تعقيدًا في ظل تصلب المواقف السياسية وتضارب أولويات الأطراف المعنية، وسط أزمة إنسانية...

المزيدDetails
1747162934854 kt4h9m AA 20250513 37940404 37940394 ISR E EUROPEAN HOSPITAL IN KHAN YUNIS MAIN
غزة

مستشفيات خارج الخدمة.. انهيار القطاع الصحي في غزة كارثة إنسانية

تعيش منظومة الرعاية الصحية في قطاع غزة حالة انهيار كارثي، مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الممنهجة التي طالت البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الطبية، ما أدى إلى خروج عدد...

المزيدDetails
gaza hunger 1743009311
غزة

“تجويع غزة” أداة ضغط عسكري وسياسي

في غزة، لم تعد الكلمات قادرة على الإحاطة بحجم المأساة. ما يجري ليس مجرد حرب تقليدية، بل هو واقع من الانهيار الإنساني الشامل، تُستخدم فيه وسائل لا...

المزيدDetails
Capture 10
غزة

هل تفكر إسرائيل في إلغاء خطة فك الارتباط ؟

كشفت قناة 12 الإسرائيلية، يوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع ما يُعرف بـ"المنطقة العازلة" داخل قطاع غزة، في تحرك يجعلها تغطي نحو 129 كيلومترًا مربعًا، أي...

المزيدDetails

آخر المقالات

ما بعد رفع العقوبات الأميركية ..سوريا إلى أين ؟

Damascus Syria

تتجه الأنظار إلى دمشق هذه الأيام مع القرار الأميركي المفاجئ برفع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة وصفها المسؤولون السوريون...

المزيدDetails

هل تفتح محادثات إسطنبول بابًا جديدًا لروسيا في تسوية حرب أوكرانيا؟

Capture 11

تشهد الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا جولة جديدة من التعقيد، مع تأجيل المفاوضات التي كانت مقررة بين...

المزيدDetails

السلطة الفلسطينية في مواجهة معادلات ما بعد الحرب

34038978034 83f0622478 b

لا يمكن فصل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقبة إلى لبنان في 19 مايو عن المشهد الأوسع الذي تتحرك ضمنه...

المزيدDetails
Load More
ميدل إيست بوست

ميدل إيست بوست ©

تعرف على آخر تطورات المنطقة من مصادر موثوقة

  • الرئيسية
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا

تابعنا على

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
    • دولة الإحتلال
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا

ميدل إيست بوست ©

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
نستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع الأخرى لتقديم وتخصيص محتوى الإعلانات وإتاحة مشاركة الوسائط الاجتماعية .موافقسياسة الخصوصية