شهدت الأوساط الطبية تحذيرات متزايدة بشأن عقار شائع لعلاج تساقط الشعر، حيث رُصدت آثار جانبية خطيرة قد تُهدد الصحة الجنسية للرجال. هذه التحذيرات دفعت الخبراء إلى تأكيد ضرورة رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة لهذا الدواء.
تجربة مريرة: الضعف الجنسي وأكثر
روى المنتج الموسيقي روب ديكسون، البالغ من العمر 33 عامًا من هامبشاير، تجربته المريرة مع عقار “فيناسترايد“. بدأ روب استخدام الدواء في الرابعة والعشرين من عمره بعد بحث بسيط عبر الإنترنت، وتمكن من الحصول عليه بسهولة دون وصفة طبية. رغم اطلاعه على النشرة التحذيرية التي تُشير إلى احتمالية الإصابة بأعراض نادرة مثل الاكتئاب أو الضعف الجنسي، لم يتوقع أن يُعاني من هذه المشكلات كونه شابًا يتمتع بصحة جيدة.
لكن خلال يوم واحد من تناوله أول جرعة، لاحظ روب انخفاضًا حادًا في رغبته الجنسية. وفي غضون أسبوعين فقط، فقد القدرة تمامًا على الانتصاب. لم تتوقف معاناته عند هذا الحد، فبعد التوقف عن الدواء، تدهورت حالته بشكل أكبر، حيث عانى من نوبات هلع، طنين في الأذن، ضعف في الرؤية، مشاكل في الجهاز الهضمي، وآلام في المفاصل، إضافة إلى أفكار انتحارية.
تعافٍ بطيء ودعم للمتضررين
استغرق روب ديكسون أربع سنوات ليبدأ في التعافي تدريجيًا واستعادة جزء من قدرته الجنسية. ورغم تحسنه الجزئي، ما زال يُعاني من أعراض مزمنة مثل التعب، آلام المفاصل، و”ضبابية التفكير”. وفي خطوة مُلهمة، تزوج روب لاحقًا وشارك في تأسيس جمعية خيرية تُدعى “SIDEfxHUB”، بهدف دعم المتضررين من الآثار الجانبية لعقار “فيناسترايد”.
تحذيرات متأخرة وغير كافية؟
يُصمم عقار “فيناسترايد” أساسًا لعلاج تضخم البروستات، لكنه يُستخدم على نطاق واسع لعلاج تساقط الشعر، رغم عدم اعتماده لهذا الغرض من قبل هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS). في أبريل 2024، أصدرت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) تحذيرات جديدة تضمنت بطاقة تنبيه مُرفقة بالدواء، تُوضح مخاطر الاكتئاب، الأفكار الانتحارية، والضعف الجنسي.
يرى العديد من الخبراء، مثل البروفيسور ديفيد هيلي، أن هذه الإجراءات جاءت متأخرة وغير كافية، خاصة وأن بعض الرجال يُواجهون آثارًا جانبية دائمة لا علاج لها حتى الآن. وأوصى الصيدلي ثورون جوفيند بأن يُبلغ المرضى أصدقائهم وعائلاتهم عند بدء استخدام “فيناسترايد”، لمساعدتهم على ملاحظة أي تغييرات في المزاج. في المقابل، أكد ستيف أوبراين، أخصائي أمراض الشعر، أن عيادته لا توصي باستخدام “فيناسترايد” إطلاقًا، مُفضلًا العلاجات الطبيعية الأقل خطورة.