الجمعة 4 يوليو 2025
  • دخول
ميدل إيست بوست
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
    • دولة الإحتلال
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا
No Result
View All Result
ميدل إيست بوست
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا
Home غزة

عن لا جدوى الأنسنة في زمن الإبادة

حظيت الكلاب بما قد لا يحظى به البشر. في سياق الاحتلالات الأمريكية في أفغانستان والعراق، يدخل البشر «الآخرون» الذين يعملون مع المحتل، التراتبية ويصبحون بشراً جديرين بالإنقاذ. وهذا الذي حدث بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان مع المترجمين والذين عملوا مع الاحتلال الأمريكي.

171476998

قد تكون «الأنسنة» إحدى الركائز والأدوات الأساسية في خطاب الناشطين للدفاع عن الفلسطينيين، الذين يتعرضون لإبادة وحشية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وهي، أي الأنسنة، حاضرة بمرادفاتها ومعانيها وافتراضاتها، في لغة المناشدات والنداءات، كما الإدانات لمظاهر وممارسات نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، في كل محفل وحيز. وتتردد كل يوم، بل كل لحظة، يراقب فيها العالم بذهول الإبادة أسئلة من قبيل: «أين هي الإنسانية؟ أليس هؤلاء بشراً؟» وهي أسئلة طبيعية مفهومة دوافعها. لكن السؤال المشروع هو هل من جدوى في خطاب الإنسانية هذا؟

سأورد واقعة شخصية، مع أنني غالباً ما أوبّخ طلابي حين يسردون حكايات شخصية يستعينون بها في سياق شرح، أو مناقشة مصطلحات ومقولات، أو إيصال فكرة ما. لكن هذه السطور ليست في سياق أكاديمي، ولي فيها هامش حرية نسبية. ذات مساء خريفي في نيويورك، دعاني أحد زملائي إلى عشاء مع عدد من الأكاديميين، وجلهم من اليساريين والليبراليين، لتكريم أكاديمي مرموق زار كليتنا وألقى فيها محاضرة عن الشاعر الأمريكي والت ويتمان (1819- 1892) والمناخ الديمقراطي في شعره. نالت المحاضرة استحسان الغالبية مع أنها أسقطت أو أغفلت الجانب المظلم، الذي يحتفي بالاستعمار الاستيطاني وبالتفوق العرقي، في عدد من أشعار ويتمان وموقفه المخزي من السكان الأصليين. سألني أحد الحضور: من أين أنت؟ وأجبته.

كانت «داعش» أيامها تعيث فساداً في العراق وتقتل البشر وتهدم الحجر. وكان جواب الأكاديمي، حامل الدكتوراه، المختص بتاريخ الفن، الغربي طبعاً: «إنه لأمر محزن، ما يحدث هناك. في بلدك»، ثم أضاف، بالحرف الواحد: «أتعرف؟ لا يهمني البشر البتة، فبالإمكان تعويضهم. وهناك الكثير منهم. لكن الآثار والمنحوتات النفيسة، هذه لا تعوّض. وما يحدث كارثة كبرى». لن أورد البذاءات التي خطرت في بالي ولا تلك التي اخترتها لإنهاء الحوار القصير الذي أكد لي خطأ حضور العشاء. لكنني رددت في سرّي وأنا أبتعد «ليت الفتى حجر»، لا لكي أحظى بتعاطف الليبراليين، بل لكي أنجو منهم ومن أسئلتهم وطروحاتهم، فقد سئمتها بعد ثلاثة عقود.

بالعودة إلى 2002 واستذكار الحراك الطلابيّ والمجتمعي في الولايات المتحدة للوقوف ضد خطط غزو العراق ومناهضة الحرب، التي كانت طبولها تقرع وأبواقها البشرية تحتل المنابر الإعلامية، كانت «الأنسنة» مقولة أساسية في الشعارات والمناشدات والمظاهرات والمقالات، التي كتبناها لتذكير وتنبيه المجتمع أن العراقيين بشر أيضاً. وأن خلف صورة الديكتاتور ملايين منهم، يعانون، لا من سياسات الديكتاتورية فحسب، بل من سياسات الإمبراطورية، ومن حصار إجرامي، لكن استدعاء قيم الإنسانية وحيزها المشترك لم ينجح في تغيير المد المؤيد للحرب والتأثير عليه، إلا بنسبة قليلة.

الأمر لا يتعلق بماهية الخطاب والمصطلح وسلالته وتاريخها وكل الإشكاليات في حمولته فحسب، بل بالمؤسسات والقوى التي تهيكل المجتمع والخطاب المهيمن والأفكار المترسخة في الوعي الجمعي. حتى لو ارتقى الكائن الآخر من مصاف الحجر والحيوانات إلى رحاب الإنسانوية، فإنه سيضطر للدخول في تنافس شرس على أرضية تراتبية، حجزت مسبقاً مراتبها العليا، شاهقة الارتفاع لأعراق وطبقات دون أخرى.

ما زلت أذكر واحدة من التقارير التي نشرتها صحيفة «الغارديان» في الأسابيع الأولى لغزو العراق، كان الصحافي البريطاني برفقة جنود أمريكيين في عربة «همڤي» بالقرب من الناصرية. وذكر الصحافي أن أحد الجنود قال له: لقد أمضينا ساعتين ولم أرَ «مول» ولا محل «وبنديز» (للوجبات السريعة). هل يمتلك هؤلاء أي شيء؟ وعلّق الصحافي على شكوى الجندي من خلو أرض العراق من مظاهر الحضارة «الحديثة»، إنهم كانوا على مقربة من مدينة أور، بكل ما تمثله من عراقة الحضارة الإنسانية. ترتبط الحضارة لدى الجندي بمظاهر الثقافة الاستهلاكية، وخيرات الرأسمالية. وحتى تعليق الصحافي على جهل الجندي وعنصريته المبطنة، لا يخلو من استشراق، إذ حضارة العراق وثقافته، هي في طيّات الماضي السحيق، لا في الحاضر، الذي يظل صحراء بآثار.

اقرأ أيضا| أربع سنوات عجاف في انتظار الفلسطينيين

تعاطف الجنود الأمريكيون في العراق مع الحيوانات التي قابلوها وتعاملوا معها بـ«إنسانية» تفوق بكثير تعاطفهم مع الإنسان العراقي. وتكونت شبكات غير رسمية، مكونة من أشخاص في عدة بلدان، تشرف على نقل الحيوانات (الكلاب في كل التقارير التي قرأتها) التي يتبناها الجنود الأمريكيون أثناء احتلالهم للعراق، على متن طائرات عسكرية للقواعد الأمريكية إلى الولايات المتحدة لتكون برفقة الجنود. كانت حكايات لم الشمل الناجحة تروى ببهجة ونشوة انتصار على شبكات التلفزيون وفي التقارير الصحافية.

حظيت الكلاب بما قد لا يحظى به البشر. في سياق الاحتلالات الأمريكية في أفغانستان والعراق، يدخل البشر «الآخرون» الذين يعملون مع المحتل، التراتبية ويصبحون بشراً جديرين بالإنقاذ. وهذا الذي حدث بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان مع المترجمين والذين عملوا مع الاحتلال الأمريكي. نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقريراً في 30 نوفمبر عن معاناة الحيوانات الأليفة في إسرائيل من جرّاء الحرب. فصفارات الإنذار ودوي القنابل والغارات كلها تؤثر سلباً على نفسية الحيوانات، ما يستدعي عناية مضاعفة وعلاجاً وحتى حبوباَ مضادة للاكتئاب. يستحيل أن يتعاطف الإسرائيليون مع البشر من الفلسطينيين، ولا أظن أن بمقدورهم أن يتعاطفوا حتى مع الحيوانات الأليفة في فلسطين.

بقيت ملاحظة أخيرة وهي أن صور الغزيين الذين يخرجون من بين الأنقاض وهم يحملون قططهم، أو الذين ينزحون وقد أصروا على اصطحاب قططهم أو طيورهم، تحظى بتعاطف واهتمام خاص على وسائل التواصل الاجتماعي. وترافقها عادة تعليقات عن الإنسانية. لعلها تعيد إلى من يكتبها شيئاً من الأمل بأن الإنسانية مشروع قد يمكن إنقاذه! إن الإنسانوية لفي خسر! والبشر بحاجة ماسة إلى التوقف عند مقولات «الإنسانية» وتبعاتها، وإلى تفكيك ونقد تاريخها وسلالاتها المعرفية. علينا أن نجد منظومة أخرى لا تعيد إنتاج الإبادات وكوابيس التاريخ المستمرّة.

Tags: سنان أنطون

محتوى ذو صلة

ae197aaee0e253ace80af6e3a17e66eb8aab30c7
غزة

“فرّق تَسُد”: الرواية الإسرائيلية تعزف على وتر الانقسام بين فتح وحماس في

في تسريب مدروس لمضمونه وتوقيته، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عما وصفته بـ"تحالف غير معلن" بين الجيش الإسرائيلي ومجموعات مسلحة مناهضة لحركة حماس تنشط في شمال وجنوب...

المزيدDetails
4j5RjDpFTU 1697563562
غزة

مدنيون يُقتلون في طوابير الإغاثة.. غزة تنهار والمجتمع الدولي يكتفي بالقلق

تتجلى مأساة غزة اليوم في أبشع صورها، حيث تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح في قطاع يكاد يكون قد خرج بالكامل من معادلة الحياة. ففي الساعات الأولى...

المزيدDetails
890866.jpeg
غزة

خرق صارخ لاتفاقيات جنيف.. مقهى يتحول إلى مقبرة جماعية في غزة

الأوضاع في غزة تشهد تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق في استخدام القوة العسكرية، يتجلى ذلك في استخدام أسلحة شديدة التدمير في مناطق مكتظة بالمدنيين، كما في حالة قصف...

المزيدDetails
Capture
غزة

الغزيون في مواجهة الحرب، الفوضى، القمع والجوع

ليس الجوع هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لشعبٍ منكوب. الأسوأ هو أن يتحول هذا الجوع إلى سوقٍ للمتاجرة في ظلّ غياب الدولة، ووسط فوضى أمنية تتربص...

المزيدDetails

آخر المقالات

فرنسا: تصاعد غير مسبوق في العداء للمسلمين وتنامي الهجرة الصامتة

1200x680 cr

كشفت وزارة الداخلية الفرنسية عن ارتفاع مقلق في الأعمال المعادية للمسلمين خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بنسبة فاقت...

المزيدDetails

الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية ترسم القطيعة مع نظام الأسد الوحشي

The new visual identity of the Syrian state

أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الخميس من قصر الشعب بدمشق الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية، مؤكداً أنها تعبير عن...

المزيدDetails

موسكو تعترف بطالبان: رسائل تتجاوز كابول

taliban 730x438 1

أعلنت موسكو رسمياً اعترافها بحكومة "الإمارة الإسلامية" التي تقودها حركة طالبان في أفغانستان، لتكون بذلك أول دولة تُضفي شرعية دبلوماسية...

المزيدDetails
Load More
ميدل إيست بوست

ميدل إيست بوست ©

تعرف على آخر تطورات المنطقة من مصادر موثوقة

  • الرئيسية
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا

تابعنا على

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • القضية الفلسطينية
    • دولة الإحتلال
  • دولي
  • شؤون عربية
  • تقارير
  • رياضة
  • صحة وجمال
  • منوعات
  • إتصل بنا

ميدل إيست بوست ©

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
نستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع الأخرى لتقديم وتخصيص محتوى الإعلانات وإتاحة مشاركة الوسائط الاجتماعية .موافقسياسة الخصوصية