أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري، صباح اليوم السبت 14 يونيو، عن إعادة فتح الأجواء السورية بالكامل أمام حركة الطيران المدني، بعد إغلاق مؤقت لبعض الممرات الجوية في الأسابيع الماضية، بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة.
هل أصبح المجال الجوي السوري “آمناً للاستخدام”؟
وأكدت الهيئة، في بيان رسمي بثته عبر قناتها على تطبيق «تلجرام»، أن المجال الجوي السوري أصبح “آمناً ومتاحاً للاستخدام”، وفقاً للمعايير الدولية لسلامة الطيران. كما أشارت إلى أن جميع الممرات الجوية، بما في ذلك تلك التي تربط المطارات السورية بشبكة الخطوط الدولية، قد عادت للعمل بشكل طبيعي.
وأوضحت الهيئة أنها ستستمر في مراقبة الأوضاع الميدانية عن كثب، وأنها على استعداد لاتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر، لضمان أمن وسلامة حركة الطيران في الأجواء السورية، مؤكدة التزامها بالتنسيق الكامل مع الجهات الوطنية والدولية المعنية.
توتر إقليمي متصاعد في المنطقة
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط توترًا إقليميًا متصاعدًا، بعد سلسلة من الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث أطلقت طهران، فجر السبت، دفعات جديدة من الصواريخ الباليستية باتجاه أهداف داخل إسرائيل، ردًا على ما قالت إنها هجمات جوية إسرائيلية غير مسبوقة على منشآت نووية وعسكرية في العمق الإيراني فجر الجمعة.
وقد تسببت الصواريخ الإيرانية في وقوع خسائر بشرية داخل إسرائيل، إذ أعلن جهاز الطوارئ عن مقتل ثلاثة أشخاص جراء سقوط مقذوف على منطقة سكنية وسط البلاد، إضافة إلى تسجيل عدد من الحرائق والانفجارات في تل أبيب ومحيطها، وفق ما وثقته وكالات أنباء دولية.
150 صاروخا من إيران على إسرائيل
وقال سفير إسرائيل لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، لشبكة “سي إن إن”، إن إيران أطلقت نحو 150 صاروخًا باليستيًا على ثلاث دفعات منذ الجمعة، محذرًا من أن الهجمات الإيرانية قد تستمر، نظرًا لامتلاك طهران ترسانة صاروخية تقارب ألفي صاروخ.
وفي طهران، شهدت العاصمة الإيرانية انفجارات عنيفة خلال الليل، زادت من منسوب التوتر الإقليمي، ورفعت وتيرة المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة.
وبينما تفتح سوريا أجواءها مجددًا، تبقى السماء في الإقليم مرصودة ومتشبعة بالمخاطر، في ظل صراع مفتوح لم تظهر بعد ملامح احتوائه، ما يضع مستقبل حركة الطيران المدني في اختبار دائم أمام موجات التصعيد المقبلة.
استخدام المجال الجوي الإقليمي لأغراض عسكرية؟
وفي سياق متصل، أعربت جهات دولية عن قلقها من استخدام المجال الجوي الإقليمي لأغراض عسكرية في ظل التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب، ما قد يعرقل حركة الطيران المدني في المنطقة ككل. وحثّت منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO) الأطراف المعنية على احترام سلامة الأجواء وتحييدها عن الصراعات العسكرية.
كما رحّبت بعض شركات الطيران بقرار فتح الأجواء السورية، خاصة أن هذا القرار يساهم في تقليص المسافات الزمنية والتكاليف التشغيلية على الرحلات العابرة بين أوروبا والخليج وآسيا.
وكانت عدة شركات قد علّقت تحليقها فوق الأجواء السورية منذ عام 2012 بسبب الظروف الأمنية، قبل أن تبدأ بعض منها تدريجيًا بالعودة في السنوات الأخيرة مع تحسن الأوضاع جزئيًا.
من جهة أخرى، يرى محللون أن فتح الأجواء السورية في هذا التوقيت قد يحمل رسائل سياسية، تعكس رغبة دمشق في التأكيد على استقرارها النسبي وعودتها إلى الخارطة الجوية الدولية رغم التحديات الإقليمية. كما قد يمثل خطوة في اتجاه إعادة تنشيط حركة الطيران والسياحة، وتحسين صورة البلاد كممر آمن في ظل العواصف السياسية والعسكرية التي تضرب المنطقة.