أعلنت جماعة الحوثي، مسؤوليتها عن غرق ناقلة البضائع “ماجيك سيز” في البحر الأحمر بعد استهدافها بصواريخ وزوارق وطائرات مسيّرة مفخخة.
ويُعدّ هذا الهجوم البحري الأول من نوعه خلال عام 2025، لينهي ستة أشهر من الهدوء النسبي في هذا الممر البحري الحيوي.
السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا، كانت تحمل شحنة من الحديد والأسمدة في طريقها من الصين إلى تركيا، قبل أن تتحول إلى هدف مباشر لعملية معقدة شملت عدة أنواع من الأسلحة.
إنقاذ الطاقم بالكامل.. وتضارب في التصريحات حول مصير السفينة
بينما أكدت جماعة الحوثي أن السفينة “غرقت بالكامل في أعماق البحر”، بحسب بيان للمتحدث العسكري يحيى سريع، أعلنت شركة “ستيم شيبينغ” اليونانية المشغّلة للسفينة أنها لم تتمكن من التحقق من مصيرها بشكل مستقل.
وفي المقابل، أعلنت دولة الإمارات عن إنقاذ 22 شخصاً كانوا على متن السفينة، بعد استجابة سفينة “سفين بريزم” التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي لنداء استغاثة. وذكرت الشركة أن طاقم السفينة تم نقله بأمان، ومن المتوقع أن يصلوا إلى جيبوتي قريباً.
تفاصيل الهجوم: 5 صواريخ، 3 مسيّرات، و8 زوارق هاجمت السفينة قبل غرقها
بحسب رواية الحوثيين، فإن طاقم ماجيك سيز تجاهل تحذيرات صادرة عنهم، لتبدأ الجماعة هجومها عبر زورقين مسيرين وخمسة صواريخ وثلاث طائرات مسيرة. فيما أشارت مصادر أمنية بحرية أخرى إلى أن ثمانية زوارق صغيرة هاجمت السفينة أولاً بقذائف وصواريخ، قبل أن ترد فرق أمنية مسلحة كانت على متن السفينة بإطلاق النار.
وفي مرحلة لاحقة، استُهدفت السفينة مجدداً بواسطة أربعة زوارق مسيّرة، ما أدى إلى اشتعال النيران على متنها وتضرر هيكلها بشكل بالغ، ما دفع بالمياه إلى غمرها وتعريضها لخطر الغرق، كما أكدت تقارير الشركة المالكة.
بريطانيا تحذر من كارثة بيئية وملاحية.. ومخاوف من تجدد التصعيد
أعربت بريطانيا عن قلقها العميق من تداعيات الهجوم، محذرة من “كارثة في البحر الأحمر” قد تخلّف آثاراً بيئية وملاحية كارثية. وأعاد هذا الهجوم إلى الأذهان الأشهر التي أعقبت حرب غزة نهاية 2023، حين شنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على سفن تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب.
توقف الهجمات منذ نهاية ديسمبر الماضي كان قد أعطى بارقة أمل لتعافي حركة الشحن بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس، لكن الحادثة الأخيرة تؤكد أن شبح التصعيد لا يزال قائماً، وأن تهديد أمن الملاحة لم يُرفع بعد.
ماذا تحمل الأيام القادمة؟.. الممر الملاحي في مرمى التوتر مجدداً
الهجوم على ماجيك سيز قد لا يكون سوى بداية لمرحلة جديدة من التوتر في البحر الأحمر، في ظل استمرار التهديدات التي تطال السفن المرتبطة بما تعتبره جماعة الحوثي “العدوان على غزة”، رغم تراجع العمليات الميدانية في القطاع.
وتواجه شركات الشحن العالمية اليوم تحديات إضافية، من بينها الحاجة إلى تأمين المسارات، وتكلفة التأمين المتزايدة، وتغيير مسارات الشحن نحو رأس الرجاء الصالح لتفادي الخطر، وهو ما قد يرفع من تكاليف التجارة العالمية ويزيد الضغوط على سلاسل التوريد الدولية.
الهجوم على ماجيك سيز لا يمثل مجرد عملية عسكرية عابرة، بل هو جرس إنذار مدوٍّ بأن البحر الأحمر لا يزال منطقة ملتهبة، وأن معادلة الأمن البحري مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتطورات إقليمية أوسع، من اليمن إلى غزة مروراً بإيران والقرن الإفريقي.