في توقيت بالغ الحساسية على وقع التوترات المستمرة على الحدود الجنوبية للبنان، شدد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون على أن «الظروف الراهنة في لبنان والمنطقة تفرض بقاء القوات الدولية في الجنوب أكثر من أي وقت مضى».
كلام عون جاء خلال استقباله قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» الجديد، الجنرال ديوداتو أبانيارا، في قصر بعبدا، حيث أكّد أهمية استمرار التنسيق بين هذه القوات والجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار والأمن.
انتهاكات إسرائيلية مستمرة
الرئيس عون لفت في اللقاء إلى أن «استمرار الأعمال العدائية الإسرائيلية واحتلال التلال الخمس وعدم إطلاق الأسرى اللبنانيين، يُعدّ انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701»، معتبراً أن هذه الانتهاكات تُقوّض إرادة المجتمع الدولي، وتهدد الاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة الأوسع.
كما أشار إلى أن «العمل جارٍ على زيادة عديد الجيش اللبناني في الجنوب، من أجل تعزيز الاستقرار وبثّ الطمأنينة في صفوف الأهالي».
تعزيز الشراكة والتنسيق الميداني
وفي سياق متصل، شدد الرئيس اللبناني على أهمية الشراكة المتينة بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني، مشيراً إلى أن هذه العلاقة لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تمتد إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية، في ظل ما تقدمه «اليونيفيل» من خدمات صحية واجتماعية، بالإضافة إلى توفيرها فرص عمل لأكثر من 500 عائلة في قرى جنوب الليطاني.
من جهته، عبّر الجنرال ديوداتو أبانيارا عن امتنانه للرئيس عون على الدعم والثقة، مؤكداً عزمه على «تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني والمضي في تنفيذ مهام القوة وفق التفويض الممنوح لها».
الجنرال أبانيارا، الذي عاد إلى لبنان بعدما شغل عدة مناصب قيادية ضمن «اليونيفيل» في السابق، شارك في مراسم تسليم القيادة التي أُقيمت في بلدة الناقورة جنوب لبنان يوم 24 يونيو الجاري، خلفاً للجنرال أرولدو لازارو ساينز.
تاريخ «اليونيفيل» ومهامها
تجدر الإشارة إلى أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» أُنشئت بموجب القرارين 425 و426 الصادرين في مارس 1978، بهدف تأكيد الانسحاب الإسرائيلي واستعادة السلام، ومساعدة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها جنوباً.
وعقب حرب يوليو 2006، تم تعزيز مهمة «اليونيفيل» بموجب القرار 1701، لتعمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، ويتم التجديد لها سنوياً من قبل مجلس الأمن الدولي.
وفي 27 يونيو الجاري، بعثت وزارة الخارجية والمغتربين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تطلب فيها تجديد ولاية القوة لعام إضافي بدءاً من 31 أغسطس المقبل.
هل تستمر المهمة؟
يبقى السؤال المطروح: هل سيواصل المجتمع الدولي دعم مهمة «اليونيفيل» في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي وتزايد المطالب اللبنانية بتعزيز قدراتها؟ الإجابة ستتضح خلال مناقشات التمديد المقبلة في مجلس الأمن، والتي تحمل في طياتها رهانات كبرى على مستقبل الاستقرار في جنوب لبنان.