لقاء غير مسبوق في ظل التوتر.. كان هذا عنوان أول اجتماع بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، طرحت على الطاولة خطة للحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية. اللقاء، الذي وصفته مصادر بـ”الإيجابي”.
ويأتي اللقاء في لحظة مفصلية تعيشها البلاد بعد أشهر من المطالبات بحصر السلاح بيد الدولة.
الجيش في الجنوب.. وسلاح الحزب تحت المجهر
منذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر الماضي، بدأ الجيش اللبناني خطوات فعلية نحو بسط سيطرته على الجنوب، شملت تفكيك مواقع ومصادرة أسلحة لحزب الله. هذه الإجراءات تتزامن مع تحركات لبنانية رسمية للحد من السلاح خارج الدولة، بما يشمل المخيمات الفلسطينية.
النائب محمد رعد أعلن عقب اللقاء أن “مساحة التفاهم مع الرئيس عون واسعة”، مشيراً إلى أن الحزب مستعد للحوار والتفاهم على كل المستويات، لكنه امتنع عن الرد على تصريح رئيس الحكومة نواف سلام حول “انتهاء عصر تصدير الثورة الإيرانية”، حفاظاً على “ما تبقى من ود”، وفق تعبيره.
خسائر فادحة للحزب تدفع نحو التغيير
خلف اللقاء السياسي تطورات عسكرية مؤثرة، أبرزها الضربات التي تلقاها حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل، والتي أدت إلى مقتل أمينه العام السابق حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين، وعدد من كبار قادته، ما يُعزز فرضية أن الحزب بات منفتحاً على تسويات داخلية تجنب البلاد الانفجار.
“بداية كلام”.. أم تغيير جذري؟
وبين الطروحات السياسية والتحركات العسكرية، يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة من التوازنات، فهل يكون لقاء “عون – رعد” نقطة الانطلاق لحصر السلاح ضمن مؤسسات الدولة؟، أم مجرّد محطة مؤقتة في مشهد سياسي دائم التقلب؟.