هذا المشهد المؤلم والصامت لعيد الفصح في فلسطين، يعكس الواقع الثقيل الذي يعيشه الفلسطينيون، مسيحيين ومسلمين، في ظل حرب لا تفرق بين دين أو طائفة أو طيف. فبدل الفرح والأنوار والترانيم، حضرت الأحزان والصلاة من أجل السلام.
رسالة قوية للعالم
للسنة الثانية على التوالي، اختفت زينة العيد، وسكتت الكشافة، وخلَت الشوارع من بهجتها. عيد الفصح هذه السنة كان صلوات تُرفع من قلب الكنائس… ومن قلوب مليانة أمل رغم الدم والدمار. رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، لخص الصورة بكلمات بسيطة لكنها عميقة: “قلوبنا حزينة… احتفالاتنا داخل الكنائس فقط. هذه رسالة بأننا شعب واحد”.
المسيحيون الفلسطينيون، رغم قلة عددهم، يرسلوا رسالة قوية للعالم: “نحن هنا، نصلي ونقاوم، نبكي ونأمل، ولن نغادر أرضنا”. الاحتلال حوّل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، ومنع الآلاف من الوصول إليها في أيام العيد. فقط 6000 تصريح تم منحه للمسيحيين لدخول المدينة، وهو رقم يُظهر مدى التضييق.
الدمار في غزة
عدد ضحايا الحرب الأخيرة تجاوز 51 ألف فلسطيني، من بينهم أطفال ونساء ومسيحيون أيضًا… الكنائس تضررت، وأُحكمت القيود حتى على الطقوس الروحية، في الضفة الغربية، استُهدفت مناطق مثل جنين ونابلس، والضربات الإسرائيلية لم تستثنِ أحدًا. عدد المسيحيين في فلسطين في تراجع مستمر، والقيادات الكنسية تخشى أن يؤدي استمرار النزاع إلى تهجير صامت إلى حوالي 50 ألف في الضفة والقدس، أقل من ألف في غزة، جميعهم يعيشون تحت ضغط الاحتلال والحصار، وخوف دائم من تهديدات وجودية.
في كنيسة القيامة، وقف بطريرك القدس، الكاردينال بيتسابالا، وسط الظلام والدموع، وقالها بصوت راجٍ: “نصلي من أجل السلام والعدل.. الفصح هذه السنة لم يكن احتفالاً، بل كان شهادة صمود. كان دعاءً من القلب أن ينتهي الاحتلال زتعود الحرية للقدس، وأن تبقى فلسطين، بأهلها وتنوعها، شامخة رغم الجراح.