في تطور أمني خطير شهدته المناطق الحدودية اللبنانية، أفادت صحيفة «النهار» اللبنانية بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية نفذت فجر السبت، 21 يونيو 2025، غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة جنوب لبنان.
تأتي هذه الضربة في سياق تصاعد التوتر بين لبنان وإسرائيل على مدار الأسابيع الأخيرة، ما يزيد من حالة القلق بين سكان المناطق الحدودية.
استهداف حساس لمقر مخابرات الجيش
وفقًا لشهود عيان نقلت عنهم الصحيفة اللبنانية، أطلقت المسيّرة صاروخًا موجهًا أصاب مقر مخابرات الجيش اللبناني بالقرب من ميناء الناقورة، وهو موقع ذو طبيعة أمنية وحساسة نظرًا لقربه من الخط الأزرق. وأكدت المصادر أن دوي الانفجار كان قويًا وأثار حالة من الذعر لدى السكان، خاصة أن المنطقة شهدت هدوءًا نسبيًا خلال الأيام الماضية.
من جهتها، أفادت مصادر من الدفاع المدني بكشافة الرسالة الإسلامية بأنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع ضحايا أو إصابات جراء القصف على الناقورة، رغم قوة الضربة وشدتها. وأكدت المصادر أن الفرق الميدانية سارعت إلى الانتشار في محيط الموقع المستهدف لمتابعة الموقف وتقييم الأضرار.
شهيد في غارة على برعشيت جنوبًا
في سياق متصل، أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بيانًا رسميًا أكدت فيه سقوط شهيد إثر غارة إسرائيلية منفصلة استهدفت شخصًا كان يستقل دراجة نارية في بلدة برعشيت، الواقعة في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان.
وأوضحت الوزارة أن الاستهداف كان دقيقًا ومباشرًا، من دون الكشف حتى اللحظة عن هوية الشهيد.
تأتي هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي تكثّفت مؤخرًا على القرى والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، خصوصًا بعد اندلاع المعارك بين إسرائيل وحزب الله بالتزامن مع التصعيد الجاري في غزة.
وتشير تقارير أمنية إلى أن الجيش الإسرائيلي يركّز في ضرباته على مواقع يُعتقد أن لها صلة بأنشطة حزب الله أو فصائل أخرى، ما يفاقم من حالة القلق الأمني لدى سكان الجنوب اللبناني.
مخاوف من توسيع دائرة المواجهات
ومع استمرار التصعيد العسكري، تتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة واسعة النطاق على طول الجبهة الشمالية لإسرائيل، خاصة أن الطرفين — الجيش الإسرائيلي وحزب الله — أظهرا استعدادًا للرد على الاستهدافات المتكررة، ما يزيد من احتمالات توسع رقعة النزاع إلى ما هو أبعد من المناطق الحدودية، وسط دعوات دولية متكررة لخفض التصعيد وضبط النفس.
ردود فعل رسمية ودعوات لضبط النفس
في أول رد فعل رسمي من السلطات اللبنانية، أدانت وزارة الخارجية القصف الإسرائيلي، معتبرة إياه «انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية وخرقًا للقرارات الدولية، خاصة القرار 1701».
وأكدت الوزارة أن لبنان سيتقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
من جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانًا أعلن فيه عن تعزيز التدابير الأمنية على طول الحدود الجنوبية بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، وأكد التزامه بالدفاع عن سيادة لبنان وأمنه الوطني.
كما أشار إلى أن وحدات هندسية وأمنية تتابع تطورات الموقف على مدار الساعة، وتعمل على دعم السكان المتضررين وتقديم الإغاثة اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة.
آثار نفسية واقتصادية على الأهالي
أما على المستوى الشعبي، فقد عبّر الأهالي في المناطق الحدودية عن مخاوفهم المتزايدة من تصعيد الأوضاع، وأوضحوا أن حالة من القلق والترقب تسود القرى الجنوبية، خاصة مع استمرار الضربات وتكرار خرق الأجواء اللبنانية.
وأشار عدد من سكان الناقورة إلى أن القصف المتكرر بدأ يؤثر سلبًا على الأنشطة الاقتصادية والزراعية، ما يزيد من أعبائهم المعيشية في ظل ظروف صعبة أصلًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان.