لم تمضِ ساعات على استهدافات إسرائيلية سابقة حتى عادت طائراتها المسيّرة لتضرب مجددًا، وهذه المرة استهدفت دراجة نارية في الجنوب اللبناني، مما أسفر عن مقتل شخص، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنه “شهيد الغارة”. وفيما تداولت وسائل الإعلام صورًا لموقع الاستهداف، تبنّى جيش الاحتلال المسؤولية، زاعمًا اغتيال عنصر في “منظومة الصواريخ” التابعة لحزب الله.
الضربة الإسرائيلية: صاروخ على دراجة نارية
في حادثة تعكس استمرار التصعيد، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة جوية في منطقة أرنون الشقيف بمحافظة النبطية جنوبي لبنان، مستهدفة دراجة نارية. وبحسب بيان وزارة الصحة اللبنانية، فقد أسفرت الغارة عن استشهاد شخص، دون الكشف عن هويته رسميًا حتى اللحظة.
الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أكدت أن الصاروخ الموجّه أصاب الدراجة بشكل مباشر، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها وسط الطريق الرابط بين أرنون وكفرتبنيت.
إسرائيل تتبنى وتزعم: اغتيال عنصر من حزب الله
في بيان سريع، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت “عنصرًا في حزب الله”، مشيرًا إلى أن المستهدف كان يعمل ضمن وحدة الصواريخ المضادة للدروع، في إشارة إلى تصعيد عمليات الاغتيال الفردي التي باتت منهجًا في السياسة الإسرائيلية تجاه لبنان.
هذه ليست المرة الأولى، إذ سبق أن أعلن الاحتلال، قبل يومين فقط، عن اغتيال عنصر آخر في حزب الله جنوبي لبنان، في غارة مماثلة.
صور من أرض الحدث: منصات تنقل لحظة الاستهداف
وتداولت منصات إعلامية لبنانية مشاهد وصورًا تُظهر الدراجة النارية بعد تدميرها الكامل، في موقع الاستهداف بين أرنون وكفرتبنيت. الصور أظهرت تطاير أجزاء الدراجة والنيران مشتعلة، وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة.
هذه المشاهد تعكس مستوى الدقة التي باتت تُدار بها عمليات الاغتيال الجوية عبر الطائرات المسيّرة، وتركّزها على تحركات الأفراد لا المواقع العسكرية فقط.
الجنوب اللبناني.. خروقات يومية رغم “وقف النار”
تأتي هذه التطورات على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكن الوقائع الميدانية تشير إلى عكس ذلك، إذ تتواصل الغارات، ويُسجل الجنوب اللبناني خروقات شبه يومية، سواء عبر القصف أو المسيّرات أو الاجتياحات المحدودة.
نزيف مستمر منذ حرب 2024: أكثر من 4 آلاف قتيل
الغارات الإسرائيلية المستمرة تعيد للأذهان حرب خريف 2024، التي بدأت بهجمات محدودة في أكتوبر 2023، قبل أن تتوسع في سبتمبر 2024 إلى مواجهة شاملة، أدت إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص، وإصابة نحو 17 ألفًا، ونزوح قرابة مليون و400 ألف لبناني عن مناطقهم.
ورغم مرور أشهر على انتهاء الحرب، لم تنفذ إسرائيل انسحابًا كاملاً من الجنوب كما ينص اتفاق وقف النار، وتُبقي على احتلالها لخمس نقاط حدودية رئيسية، ما يجعل الوضع قابلاً للاشتعال في أي لحظة.
دراجة مشتعلة ورسالة مفتوحة
قد تكون الغارة التي استهدفت دراجة نارية اليوم حادثة بسيطة ظاهريًا، لكنها تحمل في طياتها رسائل أمنية وعسكرية خطيرة، من إسرائيل إلى حزب الله، ومن الجنوب إلى كل لبنان. فبين صاروخ مسيّرة ودخان يتصاعد على طريق ترابي، يظل الجنوب اللبناني ساحة مفتوحة للرسائل الدامية والاغتيالات العابرة للحدود.