في تصعيد خطير، غرقت سفينة الشحن «إترنيتي سي» التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، بعدما تعرضت لهجوم مسلح نفذته جماعة الحوثي قبالة السواحل اليمنية.
الهجوم الذي وقع على مدى يومين متتاليين، الاثنين والثلاثاء، أعاد القلق الدولي إلى الملاحة في البحر الأحمر، بعد فترة هدوء نسبي استمرت لعدة أشهر.
عملية إنقاذ جزئية: 5 ناجين والبحث مستمر عن المفقودين
أكدت وكالة “يو كاي إم تي أو” البريطانية للأمن البحري أن خمسًا من أفراد الطاقم تم إنقاذهم حتى الآن، بينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ للبقية.
السفينة كانت تقل طاقمًا مكوّنًا من 22 فرداً، 21 منهم من الجنسية الفلبينية وواحد روسي، وفقًا لما أعلنته السلطات الفلبينية.
تفاصيل الهجوم: قوارب مسيرة وصواريخ من زوارق مأهولة
الهجوم الحوثي نُفذ باستخدام قوارب مسيّرة وصواريخ أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة، في عملية منسقة تشير إلى تطور في تكتيكات الجماعة.
هذا الحادث هو الثاني في يوم واحد، ما يثير مخاوف من عودة الهجمات المتكررة على السفن التجارية في الممر البحري الاستراتيجي.
يأتي الهجوم في وقت حساس من التوترات الإقليمية والمفاوضات الجارية بشأن الهدنة في اليمن، ما يعقّد المشهد السياسي ويزيد من التحديات أمام جهود التهدئة.
ويرى مراقبون أن استهداف السفن التجارية يعكس رسالة سياسية من الحوثيين لإعادة فرض حضورهم على المشهد الأمني الإقليمي.
قلق دولي متجدد بشأن أمن الملاحة
الحادث أعاد إلى الأذهان التهديدات السابقة للممرات البحرية الدولية، ما دفع العديد من الدول والشركات إلى مراجعة تقييمات المخاطر المتعلقة بالملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويُتوقع أن يؤدي هذا الهجوم إلى تشديد الإجراءات الأمنية وعودة الاهتمام الدولي بمهمة تأمين طرق التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.
البحر الأحمر مجددًا تحت التهديد
بينما يستمر البحث عن بقية أفراد طاقم «إترنيتي سي»، تتصاعد التحذيرات من دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد، عنوانها: استهداف الاقتصاد عبر البحر.
وتبقى الأسئلة قائمة: هل يعود التصعيد البحري ليكون ورقة ضغط في الصراع اليمني؟ وهل تتحرك القوى الدولية لضمان أمن الملاحة قبل أن تغرق المزيد من السفن؟.