أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، صباح اليوم الثلاثاء، على الأهمية القصوى لدور الوكالة في أي اتفاق نووي يتم التوصل إليه مع إيران. وشدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، على أن أي اتفاق لا يشمل رقابة فعالة من الوكالة سيكون “مجرد حبر على ورق” وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع.
أعرب غروسي عن تفاؤله بإمكانية تحقيق نتائج ملموسة في الملف النووي الإيراني خلال “الأسابيع القليلة القادمة”، مؤكداً أن هذا الأمر “ممكن”. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة دولية، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
إلى جانب التركيز على الجانب الفني للاتفاق النووي، أكد غروسي على ضرورة تجنب أي تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل. وشدد على أن “الدبلوماسية متاحة وممكنة” كخيار وحيد لحل الخلافات والتوصل إلى تسوية سلمية بشأن الملف النووي الإيراني والقضايا الإقليمية الأخرى.
تواصل مع طهران وواشنطن لضمان دور الوكالة الرقابي
أوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة تمر بـ “لحظات حرجة” في هذا الملف. وكشف عن تواصله المستمر مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لضمان تمكين الوكالة من تقديم آلياتها الفنية وإجراءاتها الداعمة لمراقبة الأنشطة النووية المطلوبة بموجب أي اتفاق يتم التوصل إليه. ويؤكد غروسي بذلك على أن دور الوكالة الرقابي لا غنى عنه لضمان شفافية البرنامج النووي الإيراني وبناء الثقة لدى المجتمع الدولي.
وتعكس تصريحات غروسي قلق الوكالة من إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يتجاهل دورها الرقابي الأساسي. والتشديد على أن أي اتفاق لا يضمن وصول مفتشي الوكالة إلى المواقع النووية الإيرانية والتحقق من التزام طهران ببنود الاتفاق سيكون هشاً وغير فعال. وتأتي هذه التصريحات في وقت حاسم تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، مما يزيد من أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي مستدام يضمن سلامة واستقرار المنطقة والعالم.