في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجلس الوزراء الأمني أقر، الأسبوع الماضي، في جلسة سرية، إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. القرار، الذي تقدم به وزيرا الدفاع يسرائيل كاتس والمالية بتسلئيل سموتريتش، يمثل تصعيداً غير مسبوق في سياسات التوسع الاستيطاني، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتوترات متصاعدة في مناطق متفرقة من الضفة.
قرار إسرائيل انتهاك صارخ للقانون الدول
وزارة الخارجية الأردنية لم تتأخر في الرد، حيث أصدرت بياناً شديد اللهجة أدانت فيه القرار الإسرائيلي، واعتبرته “تعدياً واضحاً على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة”.
وأكد البيان أن “جميع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية في الضفة غير قانونية وغير شرعية”، مشدداً على أن “لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وطالبت عمان المجتمع الدولي بالتحرك الفوري و”تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية” لوقف ما وصفته بـ”التصعيد الخطير” في الضفة الغربية وقطاع غزة.
خرق جسيم وتحدٍ للإرادة الدولية
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وصفت القرار الإسرائيلي بأنه “خرق جسيم للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”، واعتبرته “تحدياً وقحاً للإرادة الدولية”.
وأكدت الحركة، في بيان صحفي، أن مثل هذه السياسات الاستيطانية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وفرض أمر واقع بالقوة، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى “خطوات عملية ورادعة” توقف هذه السياسات وتحاسب قادتها على انتهاكاتهم المستمرة.
ردود الفعل الدولية.. غائبة أم في طور التشكل؟
حتى اللحظة، لم تصدر ردود فعل قوية من معظم القوى الدولية الكبرى، وهو ما يطرح تساؤلات حول الموقف العالمي من التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
في الوقت الذي يطالب فيه الأردن وفصائل فلسطينية بتحركات دولية حقيقية، يبدو أن العجز أو التردد الدولي ما زال هو سيد الموقف، مما يمنح تل أبيب مزيداً من المساحة للمضي في مشاريعها الاستيطانية.
هل تقرع طبول انتفاضة جديدة؟
مع تزايد الضغوط على الفلسطينيين، واستمرار السياسات الاستيطانية، وتحول الضفة الغربية لساحة اشتباك متصاعدة، يطرح مراقبون احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، خاصة مع غياب الأفق السياسي وازدياد التوتر الشعبي.
ويرى محللون أن “الانفجار قادم لا محالة” إذا استمرت إسرائيل في سياستها الحالية دون رادع، معتبرين أن المجتمع الدولي إن لم يتحرك الآن، فقد يجد نفسه أمام واقع جديد أكثر دموية وتعقيداً.