في وقت يشتعل فيه المشهد الإقليمي بالتوترات والنيران، تبرز الدوحة بصوت دبلوماسي يرى في الهدوء النسبي بين إيران وإسرائيل فرصة ذهبية يجب اقتناصها.
أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن بلاده تتحرك بنشاط بين الطرفين المتحاربين في غزة — إسرائيل وحركة “حماس” — ساعية إلى اتفاق هدنة جديد قد يضع حداً لأشهر من النزف.
“إذا لم نستغل هذه الفرصة، فسوف نخسر الكثير”، قال الأنصاري، محذراً من تكرار سيناريوهات ضاعت فيها فرص سابقة كانت كفيلة بتغيير المعادلة في القطاع المحاصر.
ترمب متفائل.. وغوتيريش يحذر: غزة تنزف في صمت
الضوء الأخضر ربما أتى من بعيد، من البيت الأبيض، حيث أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤله بشأن “اتفاق وشيك” قد يرى النور في الأسبوع المقبل، لكن في المقابل، جاءت نبرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش محملة بالقلق والغضب، فقد دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، متهماً ضمنياً المجتمع الدولي بالعجز عن حماية المدنيين.
“يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام!”، قالها غوتيريش، في إشارة إلى مراكز توزيع المساعدات التي تحولت إلى ساحات موت، وخصوصاً تلك التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل.
410 ضحية للمساعدات: عندما يصبح الخبز هدفاً في مرمى النار
منظمة الأونروا كشفت عن أرقام صادمة: ما لا يقل عن 410 فلسطينيين لقوا حتفهم قرب مراكز توزيع الغذاء منذ نهاية مايو. المساعدات، التي من المفترض أن تنقذ الأرواح، أصبحت فخاً قاتلاً في ظل استمرار القصف.
وبينما يتساقط الضحايا أمام رغيف الخبز، تتحدث الأمم المتحدة عن انهيار شبه كامل لمنظومة الصحة في غزة، وسط نقص في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الجراحية.
هل تنجح الوساطة؟ قطر بين التعقيد والأمل
تاريخ الوساطات القطرية في ملفات المنطقة ليس جديداً، لكن هذه الجولة تأتي في وقت معقد، إذ إن وقف النار بين إسرائيل وإيران قد لا ينعكس تلقائياً على الساحة الفلسطينية. ورغم ذلك، تراهن الدوحة على “الزخم”، كما وصفه الأنصاري، لفتح كوة في جدار الأزمة.
التساؤل الآن: هل تنجح قطر في تحويل هذه “الهدنة الإقليمية” إلى اتفاق ميداني فعلي؟ أم أنها ستكون مجرد فرصة أخرى تنضم إلى سجل الفرص الضائعة؟
من يربح سباق الزمن؟
بين مبادرات الدبلوماسية وتكدّس الجثث، يقف قطاع غزة على حافة كارثة مستمرة. العالم يتفرج، والدوحة تحاول، لكن في زمن تتجاوز فيه النكبات كل التوقعات، يبقى الرهان الأكبر: من يربح سباق الزمن — الموت، أم الدبلوماسية؟