في تحذير جديد يعكس تصاعد المخاطر الأمنية في البحر الأحمر، دعت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) السفن التجارية إلى توخي أقصى درجات الحذر عند الاقتراب من ميناء الحديدة اليمني، والمياه المحيطة به، غربي البلاد.
أوضحت الهيئة البريطانية في تنبيهها الصادر مساء الأحد، أن التحذير يأتي “بسبب الاستهداف العسكري المستمر”، ما يفرض على السفن التجارية ضرورة تقييم الوضع الأمني بدقة قبل اتخاذ قرار الإبحار في تلك المنطقة.
خلفية أمنية ملتهبة: الحديدة على خط النار
يتزامن هذا التحذير مع تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، نتيجة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران. ويُحتمل، بحسب مراقبين، أن يعاود سلاح الجو الإسرائيلي استهداف البنية التحتية لميناء الحديدة، الذي سبق وتعرض لسلسلة من الغارات الجوية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
الخشية من تكرار الهجمات دفعت البحرية البريطانية إلى التأكيد على ضرورة التفكير ملياً في مدى استمرار الخطر الملاحي قبل المرور بالميناء، في تنبيه وصفته بعض الدوائر اللوجستية بـ”الأكثر وضوحًا وتحذيرًا منذ بداية العام”.
تحذيرات متكررة وقلق متصاعد من استمرار “المنطقة الحمراء”
هذا التحذير ليس الأول من نوعه. ففي 11 مايو الماضي، أصدرت الهيئة البريطانية تحذيرًا مشابهًا حذّرت فيه السفن التجارية من الاقتراب لمسافة أقل من كيلومتر واحد من موانئ البحر الأحمر، خاصة ميناء الحديدة، مشيرةً إلى أن السفن القريبة من الساحل “معرضة بدرجة أكبر لمخاطر مباشرة” نتيجة النشاط القتالي المستمر.
ويُنظر إلى هذا التصعيد في التحذيرات بوصفه مؤشراً على تعقد الوضع الأمني البحري في المنطقة، وتعاظم التهديدات التي تطال خطوط الشحن الدولية.
تداعيات بحرية وتجارية: الممرات الحيوية تحت الضغط
تشكل المياه المحيطة بميناء الحديدة جزءًا أساسيًا من الطرق التجارية البحرية الحيوية التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ما يجعل أي اضطراب في هذه المنطقة سببًا مباشرًا في ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتأخير حركة البضائع.
ووفقًا لمحللين في الأمن البحري، فإن استمرار التهديدات من شأنه أن يُجبر شركات النقل البحري على إعادة رسم مساراتها التجارية، أو رفع مستوى التأهب الأمني للسفن العاملة في تلك المنطقة.
وفي سياق أمني وبحري متصل بالمنطقة، أفرجت سلطات “بونتلاند” الصومالية عن 26 صياداً يمنياً بعد أسابيع من احتجازهم، دون الإعلان عن تفاصيل عملية الإفراج. وتُعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من التوترات البحرية المتكررة التي تعكس هشاشة الأمن البحري في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.